في 21 سبتمبر/ أيلول 2014 أفواج الحوثيين تجتاح صنعاء حاضرة اليمن وعاصمتها في مشهد لا يُنسى، تلك الجماعة التي خرجت من صعدة (على بعد 242 كم) من صنعاء، وأكلت العاصمة اليمنية بمؤسساتها ومركزيتها وأجهزتها المختلفة، وفرضت إعادة تشكيل الخريطة.
عميد الحكام العرب وملك ملوك أفريقيا والأخ العقيد قائد الثورة ومرشدها، ألقاب منحها لنفسه في سياق تضخيم الذات لرجل حكم أرض المختار أربعة عقود، حتى تلبست به وتلبس بها، فاختفت ملامح الدولة وكأنها لم تكن قبله وكانت نسيًا منسيًا.
البداية في ليلة مظلمة شديدة البرد من ليالي يناير الطويلة، وتحديداً 5 يناير/ كانون الثاني 2011، حين اختطف رجال الأمن سيد بلال من وسط عائلته، وساقوه إلى مصرعه في قصة مأساوية متكررة
كان الثاني من فبراير/ شباط 2011، تاسع أيام الثورة المصرية، هو اليوم الذي عبرت فيه الخيل والبغال والحمير حواجز العسكر الثقيلة على مرأى ومسمع من أصحاب الزي المموه لتنقض على الثوار في ميدانهم لإنهاء الثورة إلى الأبد.
ها هي "قوّات الحرس الثوري" الإيراني و"فيلق القدس" تجوب في شوارع دمشق، سبقها دبيب خطى عسكر الملالي في بغداد العراق، ثم في اليمن، وتطوّر دور مليشيا الحوثي الذين ما كانوا إلا شيعة زيدية مسالمين متعايشين مع أهل اليمن.