ذات صُبحِ/ وهي تمشي كالنسيم/ قربَ المدرسة/ يقطفها رجيم/ ثم يرميها جثّةً /على الطريقْ/ لكنَّ روحها/ ظلَّتْ هناك قرب أمّها/ وهي الآنْ/ تكبُر في بستان القدسْ.
طفلان/ كان الأوّل يمشي في الشارع في غزّةَ/ يبكي يصرخ يا أُمّاه/ كان الثاني يمشي في الشارع في غزّةَ/ يبكي يصرخ يا أخاه/ هما الآن يمشيانْ في الشارع في شفشاون.
قالت شيرينْ/قبل أن ترحلْ/ لا تمّدوا أيديكم/لغير يدٍ بيضاءْ/ قالت شيرينْ/قبل أن ترحل/ لا تحرقوا النارَ/ قبل الرماد/ قالت شيرين/ قبل أن ترحل/ لا تمشوا في الليل/ بلا شمس/ قالت شيرين/ قبل أن ترحل/ لا تغيبوا/ عن حضرة عزّ الدين القسّام.
أنا بعض الروحْ/ في القدسِ في غزّةَ/ في يافا/ في كلّ شبرِ من فلسطينْ/ إنْ هدموا الدارْ/ فأنا لن أرحلْ/ إن أحرقوا الحقلْ/ فأنا/ لن أهجر هذا الحقلْ/ إن سمَّموا النهرْ/ فأنا/ لن أشرب إلا منهْ/ إني الماءُ/ وإني الحقل/ إني الجبلُ/ وإني السهلْ/ إني فلسطين.
عشبةٌ/ غافية/ في يدِ الطينْ/ لا إصبعٌ يُوقظها/ ولا هبّةٌ لنسيمْ/ تحلمُ/ أنها شجرةْ/ وأنَّ لها أبناءْ/ وبنات في حضنها/ يلثغون/ كما يحلمونْ/ أنهم كبروا/ أشجاراً/ أنهم غرسوا/ الأعشاشَ/ لمن سوف يأتون/ من الغيبْ/ وهم دأبهم/ أن يصلّوا أولاً/ في الصباح.
في البستانْ وردةٌ واحدةٌ/ والسياجات عديدةْ/ لكنَّ الوردةَ تخرجُ أنَّى تشاءْ/ حيناً تخرج في هبَّات الشذى/ حيناً في صلاة الطيرْ/ حيناً في خيالات الفراشاتْ/ هكذا تخرج أنى تشاءْ/ وتبقى السياجات خارجةً في البستانْ.
منارةٌ/ تظلّ طول الليلْ/ تَهذي بأجمل الأسماءْ/ وتشتكي/ للأنجم الصديقة/ وينتهي الليل/ ولا يطلّ واحد من الأسماءْ/ ثم تهوِي كمداً/ في البحرْ/ ذاك خيالُ جندبٍ/ يحلمُ/ أن يكون قُبّرةْ.