إن للصور، المرافقة لنصوصٍ سردية أو شعرية، قوّة كبيرة في شحن مخيلة الأطفال بالأحلام. وليتيقّن الواحد منّا من هذا، فما عليه إلا أن ينقّب قليلاً في تجارب معيّنة من زمن طفولته.
لم يكن مهدي، وهو الآن في العاشرة، قد وجد نفسه في تواجهٍ مباشر - وعلى مسافةٍ قريبة جدًّا - مع شخصٍ مُخيف، يَنعته الآخرون بـ"المجنون"، قبل صبيحة يوم الخميس ذاك، وفي قرية الدخَّانَة بالضبط.
ذات صباحٍ كنتُ في مقهى على الشاطئ
وكان ثمّة سبّاحون يدخلون إلى المياه ويتقافزون
شاعِرِينَ، ولا شكّ، بالرّعشة
كنتُ بدأتُ أقرأ أخبارًا في صحيفة
لكنْ سرعان ما استأثَرَتْ بانتباهي تَنُّورةٌ قادمة
فارغةً من صاحبتها
يحمل الفصل الأوّل من الرواية عنوان "وصول"، ويتم فيه الحديث عن كافكا تحت تسمية "الدكتور" ( فقد كان كافكا دكتورا في الحقوق)، ولن تظهر تسمية "فرانتس"، للمرة الأولى في الرواية، إلا في القسم الثاني عشر من فصلها الأوّل.