ثمة شاعر منصةٍ، وثمة شاعر ساحات، وثمة شاعر شعراء، وثمة شاعر نقّاد. محمود درويش كل هذا وذاك، صفةٌ لم تتسن، كما أرى وأظن، إلا لشاعرين في عصره: فيديريكو غارسيا لوركا وفلاديمير مايكوفسكي.
ذات مساءٍ من مساءات صنعاء الهادئة، ذات أحدٍ يُطِلُّ على غروبه المُتثاقل، وذات ذاكرة ترتّبُ من الأسماء، ما يفيض على المعنى، كان مطرٌ خفيف ينحدر من عليائه، ويدثّ باستحياء على كتفيَّ المُنهكين بعبء أملٍ يائسٍ.