البداية السينمائية لـ 2015 في دمشق تنبئ بسنة ضحلة على مستوى الفن السابع. ولا يبدو أن "المؤسسة العامة للسينما" ستسعى إلى اتخاذ خطوة تجاه السينما أوسع من تلك التي تتخذها تجاه خطاب النظام السياسي القائم.
في هدنة الثلج هذه، يوقفك الصقيع عن حياتك اليومية. تخرجك الوحدة المفروضة من الحدث... تفتح عينيك. ترى حجم الكارثة. تفاجأ بحجم الموت. يصدمك زخم الزمن في سنواتك الأربع الماضية. أمرَّ كلُّ ذلك الوقت على ندائنا الأول؟
في عمله الذي يعرض هذه الأيام على "مسرح الحمراء" الدمشقي، "دائرة الطباشير القوقازية"، لا يتجاوز الممثل والمخرج السوري أيمن زيدان عتبة الشكل في تقديمه نص المسرحي الألماني بريخت. مسرحية تدعو لإنهاء الحرب بأي شكل، مُغيّبةً أموراً سياسية مفصلية.
يدخل الشاب أحد مسارح دمشق ويُفاجأ بلاجئة تقطن في غرفة الكونترول. يحاول عرض "حدث في يوم المسرح"، المستمر حتى 25 من الشهر الجاري، التساؤل عن موقع الفن في زمن العنف والحرب، لكن بخطاب يعود إلى ما قبل 2011.
تتوسط معرض "عين على سوريا"، المفتتح أخيراً في "خان أسعد باشا" الدمشقي، جدارية مؤلفة من أعمال خمسة وعشرين فناناً تشكل في اجتماعها عيناً بشرية. المعرض الذي يستمر حتى 20 من الشهر الجاري، يضم أيضاً أعمالاً فردية تحاكي مأساة مخيم اليرموك.
في مسرحيته "نديمة"، يسعى المخرج السوري علي صطوف إلى تقديم بطلته كواحدة من النساء اللواتي يدفعن ثمن الرّاهن السوري. لكن، هل ترقى قصة امرأة نازحة، تكتفي بالحديث عن يومياتها، وتتجنّب تسمية القاتل، لتكون أيقونة لحال النساء السوريات ومصابهنّ اليوم؟
من التصوير في حمص المدمرّة، وتظاهرات تعتمد على سوق الـ"دي. في. دي"، مروراً بالفيلم الدعائي "ملك الرمال"، وافتتاح صالة "فخمة" في دمشق، وصولاً لإنتاجاتٍ شبابيّة همّها تطبيق رواية النظام.. يمكن القول إن "سوريا بخير"، وسينماها كذلك.
تفتقد دمشق اليوم كثيراً من مبدعيها الذين غادروها مع اشتداد قبضة النظام عليها. محمد آل رشي من هؤلاء. لم يلمع نجمه سريعاً، لكن دوره في مسرحية "المهاجران" وفي أعمال لاحقة، وضعه بين أهم المشتغلين في المسرح السوري.