تشعر بأنَّها جد صغيرة ودخيلةٌ على المكان. يتعزّز هذا الشعور عندما تمر بمرآةٍ ضخمة تَشْغل أحد الجدران، وتلمح طلَّتها، كم تبدو هزيلةً في فستانها الذي بهت سواده، وسط تلك الصالة الشاسعة التي تبدو خاوية مهما امتلأت بالطاولات والكراسي وسيَّدات المجتمع...
استعدتُ تمارين التنفّس التي أرشدتني إليها صديقتي الهنديَّة الطيبة، لكنها لم تُفدني بشيء. نعم أنا بحاجة إلى المزيد من الوقت لأتمالك نفسي، لأهدأ قليلاً، ولكي أحرِّر روحي من كلِّ تلك اللحظات المبهجة والتفاصيل الحميمة المتراكمة بحيويَّةٍ وصخَبٍ في داخلي.
لم تكن يوماً قادرة على اتخاذ قرارات مهما كانت تافهة أو حتمية. تغرق في تلبّكها، وتحار أيَّ جانب سيقودها إلى الخلاص. تشعر أنها وقعت في شبكة محكمة، تتنهّد، تلتفت إلى الخلف، لكن شيئاً ما يدفعها للاستمرار، إلى الأمام.
تقول له بأكثر من طريقة بأنها سعيدة؛ تقولها بعينين ممتنتين، تقولها بابتسامتها المطمئنة، تقولها بيدٍ تُربت على يده بحنية ووداعة، وفي النهاية تصرّح بها بصوتٍ عال عندما تخفتُ ضوضاء المكان