فشل إسرائيل في حربها وعدوانها على غزّة، ورفض مستوطنو شمال فلسطين العودة دون حل جذري لمسألة حزب الله، أهم الدوافع التي قد تدفع إسرائيل لشن حرب على لبنان.
يحاول عاموس هوكشتاين الخروج بصورة الوسيط، لكنّه لا يطرح مبادرات جدّية وحقيقية سوى من باب تقطيع الوقت وإعطاء "إسرائيل" الفرصة لمزيد من القتل بحقّ الفلسطينيين
نحن أمام حرب متدحرجة، تأخذ الآن طابع المواجهة الأمنية بشكلٍ أساسي، وأمام مشاركين فيها كلّ يريد أن يأخذ هدفه منها، ويمكن أن يكون في ذلك نوع من التخادم المرحلي.
هدّد وزير الدفاع الإسرائيلي بأنّ المنطقة العازلة جنوب الليطاني في لبنان يجب أن تقام بالدبلوماسية أو عن طريق القوّة العسكرية، ما يطرح أسئلة عن إمكانية تحقّق ذلك.
ضربت معركة طوفان الأقصى إسرائيل في وجودها قاعدة عسكرية متقدّمة للغرب في المنطقة العربية أو الشرق الأوسط، لضمان التحكّم بالمنطقة والسيطرة عليها وإخضاعها بالقوة. وقد قال الرئيس الأميركي، جو بايدن، في زيارته "لو لم تكن إسرائيل موجودة لأوجدناها".
تكمن مصلحة لبنان في عدم الحياد في الحرب ضد إسرائيل اليوم، لأنّ الحياد سيضرّ بمصلحة لبنان على الأكيد. وإذا حرص هو على الحياد، فإنّ "إسرائيل" لا يعنيها ذلك، ولعلّ التجربة مع مصر والأردن والسلطة الفلسطينية خير دليل على ذلك.
يشهد لبنان حاليا موجة نزوج سورية جديدة وأبشع ما في التعاطي اللبناني مع المسألة أنّه بات مجرّداً من كلّ المعاني الإنسانية والأخلاقية، وبات خاضعاً للاعتبارات السياسية والمصلحية فحسب، في حين أنّ المطلوب، أن يكون الشعور معهم وفهم معاناتهم أكثر تقبّلاً.