يمكن للقراءة أن تؤدي إلى نوعٍ من الاستلاب إن لم يتحلّ القارئ برؤية نقدية" هذا ما تقوله منصورة عز الدين في ردّها الأخير على شريكتها في هذه المحاورة روزا حسن.
"هل نكتبُ فعلًاً لنقاوم النسيان أم إنّنا نستدعيه أحيانًا عبر الكتابة؟" هذا ما تجيبُ به الروائية منصورة عز الدين، صديقتها روزا حسن، في النصّ الثاني من محاورتهما.
كنت قد حلمتُ في الليلة السابقة بالنسَّاخ وصديقه يزيد بن أبيه الخوَّاص. كنا يوم غيث وزَلَق. ثمة ناقة، تسبقنا ونتبعها، دون أن يسنح لأحدنا اعتلاؤها. أنا في المقدمة، وخلفي الخوَّاص يليه النسَّاخ، وكان السبيل ضيقًا زلِقًا، فزلت الناقة، وأقعت على عجزها.
قبل فترة الحجر الذاتي مباشرة، كنت قد انتهيت من قراءة مراسلات كاواباتا وميشيما، واندهشت من تركيز ميشيما وثباته الانفعالي، وهو يكتب لكاواباتا خطابات مشغولة بالهموم الجمالية والفنية، فيما تُقصَف طوكيو وغيرها من المدن اليابانية قرب نهاية الحرب العالمية الثانية.