لا يخفى أن الضمير المجتمعي الإنساني يعيش أسوأ حالاته، فهو في سبات طويل تجاوز مرحلة السبات الشتوي في القارات القطبية، وذلك يظهر جلياً في السلوكيات والأخلاقيات المنتشرة كالنار في الهشيم في شوارعنا، وبلادنا، وشاشات إعلامنا وتواصلنا الاجتماعي.
سجين الأسوار قد يخرج من خلف الأسوار، وقد استطاع تكفير جريمة ارتكبها لحظة ضعف وهوان بشري، ليعود من جديد صفحة بيضاء قد تبقى ناصعة، أما سجين الميول والأفكار فلا علاج له، ولا خلاص له، إلا بالتجرّد في عبوديتة لرب العباد.
العلاج الفعلي للخروج من حالات الانسحاب الاجتماعي يتمثل بضرورة إعادة اللحمة الاجتماعية، وتسهيل اندماج الفرد مع الآخرين والاحتكاك مع الحاضر، وإعادة التقويم السلوكي للفرد لتسهيل عملية التقبل للواقع المادي، وإظهار الحالات المماثلة للشخص، وأنه ليس الوحيد الذي يعاني من الظاهرة.