لم تمنع الظروف المأساوية التي يعيش في ظلّها أطفال المخيّمات السورية من مواكبة مونديال كأس العالم 2022 في قطر والتفاعل معه، حيث غنوّا أغنية المونديال (أرحبوا)، وكأنهم يقولون نحن هنا، رغم الألم والدموع، رغم الوجع والدمار.
ادعاء وحدانية التمثيل، يا سيادة الرئيس، يعني، في ما يعنيه، تحمّل المسؤولية في كل الأوقات، بغضّ النظر عن اختلاف الظروف، سواء في المغنم أو المغرم، في الكسب والخسارة، من دون انتقائية أو كيل بمكيالين.
حضور بطعم الغياب، وحصاد مرّ تجرَّعه أكثر من نصف مليون لاجئ فلسطيني سيبقى وصمة عار في جبين الإنسانية جمعاء ودعاة العالم المتحضر وحقوق الإنسان، ليضاف بأحرف من الخزي والعار إلى سجلاتهم.
المطلوب، بالحد الأدنى، حملات شعبية ومؤتمرات ومسيرات احتجاجية، يقوم بها الفلسطينيون ومناصروهم، تتوجه إلى مقارّ وكالة الغوث، لمطالبتها بتطبيق معايير نشأتها وأسبابها، والأهداف التي أُسِّست لأجلها، على قاعدة التمسك بوجودها.
الخطاب الذي لا يمكن أن يغيب عن الحضور في ذهن المتابع للمشاهد المتناقضة على الساحة الفلسطينية، هو الذي يؤكد أن المعركة الأخيرة أفشلت نظرية وزير الحرب، موشيه يعلون، عن كيّ وعي الفلسطيني وخلقه بشكل يخدم إسرائيل.
يعيش مخيم اليرموك حصاراً منذ عام، من قوات النظام السوري والجبهة الشعبية-القيادة العامة، بقيادة أحمد جبريل، وبقايا تنظيم فتح الانتفاضة، حيث أحكموا حصار المخيم، وبالتحديد منع دخول أي نوع من المواد الغذائية أو الطحين، أو حتى المواد المعيشية البسيطة.
يزداد الأمر سوءاً مع رفض معظم الدول العربية، سواء التي تتقاسم أو التي لا تتقاسم حدوداً برية مع سورية استقبال اللاجئين الفلسطينيين الهاربين من سورية، ليبقوا الضحية الأولى والأخيرة لقرار لبنان منع دخولهم، ويبقى السؤال: أين المفرّ؟