يعتبر العسكر الشعب أعداء، يجب استخدام كل الأساليب القتالية معهم، ومن المؤكد أنه، كما صمد الشعب أمام كل ما سبق، سيصمد ويواجه العسكر حتى لحظة النصر، ولعلها قريبة.
سمعنا عن انتحار أفراد، وسمعنا عن انتحار مجموعات، لكننا لم نرَ شعباً ينتحر بهذا الشكل اليومي، ولكن، لأننا نذوق واقع الحياة المر في مصر، فإننا نرى كم هو كمّ الفساد المتفشي الآن في مصر.
منذ الانقلاب العسكري في مصر، والإجراءات الضريبية والتضيقات الاقتصادية، ضد الفقراء، في منحى تصاعدي، فإلى متى يبقى الفقير في مصر يدفع ضريبة فقره، والغني معفياً من ضريبة ثروته!
ليس أمام العسكر، إن أرادوا الخير لبلدهم، سوى اعتزال العمل السياسي على نحو نهائي لا رجعة فيه، مع إعلان الطلاق البائن بينونة كبرى بينهم وبين السياسة، وهذا هو مفتاح نهضة مصر.
ثبت من تجارب سابقة، ويثبت الآن، أن الضربات الجوية لغزة ليس في وسعها القضاء على المقاومة، واسرائيل تتهيب الاجتياح البري، هذا إن تمكنت منه، ففي الحالتين، لدى المقاومة أوراق رابحة، وستعود هذه العملية بخسارة حتمية على الاحتلال.
يستمر التعذيب في السجون ومراكز التوقيف المصرية، على الرغم من التقارير التي تفضح هذه الممارسة غير الإنسانية، وكأن المواطن المصري خُلقَ ليُجلد، لا ليكون مواطناً يؤدي واجباته تجاه الدولة والمجتمع، وينال ما له من حقوق.
تفرط أجهزة الأمن المصرية في استخدام العنف مع المواطنين، بل تعتمده لغة أماً في منهجها وسلوك أفرادها، غير مدركة ما أنتجته ثورة 25 يناير من تغذية لروح الحرية والكرامة لدى الإنسان المصري الذي لن يقبل استمرار هذه الانتهاكات بحقه.
عانت مصر منذ حكم الخديوي إسماعيل من التهديدات بالوصاية الأجنبية والتدخلات في شؤونها الداخلية، نتيجة السياسات الاقتصادية السطحية. واليوم، في ظل الانقلاب تعود لتعيش الحالة نفسها من التهديد نتيجة سياسة الغطرسة الاقتصادية والقمع السياسي التي يتبعها نظام الانقلاب العسكري.
تمادى نظام الانقلاب في مصر في انتهاكاته حقوق الإنسان، سواء عن طريق القمع المباشر، أو السياسات العنصرية الإقصائية ضد معارضيه، وهو بهذا النهج لا ينجز سوى جر العقوبات الدولية على مصر، وتسريع انتهاء أجل ديكتاتوريته.