لكرة القدم شعبيتها الواسعة أكثر من غيرها. لا يعود ذلك إلى أنها "ساحرة الجماهير" كما قيل، أو إلى شروط سيكولوجية صرفة مرتبطة بالمتعة والإمتاع، وإنما يرجع إلى أنها اقتصاد وسياسة أكثر منها لعبة ورياضة.
إشكالية الفكر العربي الذي ينعت بالمعاصر، وغير العربي من كيانات العالم الثالث قاطبة، هي إشكالية الحداثة نفسها. ينطبق ذلك على الفلسفة، كما على العلوم الاجتماعية والإنسانية، منها الأنثروبولوجيا، إن لم نقل على تفاصيل الحياة اليومية للإنسان العربي وكلّياتها.
ليس المحتج في المغرب، والذي يقاطع سلعا، مناضلا عماليا أو طبقيا حتى، بل هو "مناضل افتراضي"، يعلنها احتجاجا على العالم الواقعي، أو بمعنى أكثر دقةً على واقعية العالم الواقعي، إن لم نقل حقيقته.
لعل الديناميات الاجتماعية التي شهدتها المجتمعات العربية أخيرا، أو ما سمّي الربيع العربي، من حيث تعدد الفعاليات المجتمعية والسياسية والثقافية (الفسيفسائية) المساهمة فيها، كفيلة بأن تقذف بثنائيتنا تلك في العدم.
هل مهمة المثقف تقف عند الفحص والتشخيص والفهم، أم أنها تتجاوز ذلك، باعتباره فاعلاً اجتماعياً، إلى المساهمة في التغيير؟ فما موقع المثقف في علاقة الدولة بالمجتمع، والمنظومة بالفاعلين؟ هل للمثقف أن يكون مع أو ضد؟