تحتار وأنت تتابع مشاهد المصافحة والتهليل والتأهيل بالأسد من قبل الزعماء العرب، قبلات وابتسامات وكأنّ ثلاثة عشر عاماً من الدمار والقتل والتهجير قد تبخّرت.
وحّدت أزمةُ اللجوء السوري في لبنان الأعداء والأصدقاء حول فكرةِ ضرورةِ إعادتهم، وكرّست حالة عابرة للأحزاب والطوائف، مطالبةً بالعمل على إخراجهم من البلد.
كشفت الحرب ضد غزّة هشاشة المجتمع الدولي، وأنّ كل الشعارات الرنّانة التي كان يتغنّى بها حول حماية الأطفال والمواثيق المتعلقة بالحقوق والحريات ليست إلا أكذوبة.
خلخلت عملية طوفان الأقصى كيان دولة الاحتلال الإسرائيلي، ودقت المسامير الأولى في جسم الاحتلال للوصول إلى انهياره بشكل كامل، على قاعدة "طريق التحرير يبدأ بمسمار".
ما حصل خلال عملية "طوفان الأقصى" قلب الموازين وغيّر المعادلات الإنسانية، ودحض كل الافتراءات والأكاذيب، بل بيّن حقيقة الإجرام الإسرائيلي، مقابل الأخلاق القسّامية الرفيعة التي تعطي الصورة الواضحة للإسلام، والتي تجلّت بمعاملة أسرى العدو بإحسان.
يقف الملف الرئاسي في لبنان أمام خيارين، إمّا الاستمرار بالتعطيل والمناكفات السياسية وإطالة أمد الفراغ، وبالتالي الذهاب بالبلد نحو المجهول الشامل، وإمّا اغتنام الفرصة الإيجابية والذهاب إلى انتخاب رئيس للجمهورية يناسب الفترة التي يمرّ بها لبنان.
يبدو من خلال المعطيات المتوافرة في لبنان اليوم، أن مبدأ "تعطيل النصاب" سيتصدر المشهد العام ويحتل الحياة السياسية اللبنانية في المرحلة المقبلة، حيث تذهب القوى السياسية إلى التهديد بعدم المشاركة في الجلسات الدستورية بما فيها جلسات انتخاب الرئيس.
تجاهل الرئيس اللبناني السابق ميشال عون بزيارته دمشق مشاعر المسيحيين اللبنانيين، وداس على مواقف الأحزاب التي عقد معها الاتفاق الرئاسي المستجد، والمعارضة بشدّة لنظام الأسد. بل يمكن الذهاب إلى القول إنّ عون قامر بمصلحة هؤلاء على حساب مصالح تياره وصهره.