وقفت زاد الحسن على الشباك تراقبه، رأته واقفاً، جامداً، صامتاً، يقلّب نظره في المكان وفي الوجوه، وكأنه لتوه قد أدرك، بعد ذهول طويل.. فتح كيس القمح وأخذ يرشه على العابرين. صار يمشي، ويرش القمح مع كلّ خطوة، ثم هبّت ريح سوداء حملت سراج الدين معها واختفت.