أطفال فلسطين يستقبلون سانتا
سانتا هذا العام، سيستقبلك أطفالُ فلسطين، ليس لانتظار كيس هداياك؛ بل سيستقبلك أطفال فلسطين فجرًا عائدًا إلينا هذا العام ومعك ما يتّسِعُ لحلمهم، هذا الحلم الذي يعتبر حقًا من حقوق البشرية.
بداية العام سوف نذهب أنا وأنت ومن تُحبّ أن يرافقنا من مناصري الإنسانيّة وحقوق الطفل، إلى مكان يوجد في فلسطين فقط، سوف نذهب قبل شروق الشّمس بدقائق، وقبل انطلاقِ أجراس المدارس بساعات، ونقوم بجولة في شوارع فلسطين؛ لتشاهد بأمّ عينكَ كيف يُزاحم أطفالنا ضوء الصّباح، ليعلنوا بداية اليوم، وكيفَ يقفون في البرد ومُختلف تقلبات الطّقسِ وصعوبات الحياة كشجرة زيتون، أصلُها ثابتٌ وفَرعها في السّماء، حاملين حُلمهم، ومنطلقين نحو روضاتهم ومدارسهم وجامعاتهم في مدينة حملت اسم السّلام، وانطلق منها السّلام والحبُّ إلى العالم أجمع، مدينة جمعت ولم تفرّق، تبعد عنهم أقلّ من عدد أصابع اليدين من الدّقائق، لكنّ طريقها المليئة بالمصير المجهول والخوف لا يخفّفها إلا دعوات أمهاتهم وصلوات آبائِهم لهم أن يصلوا مَدارسَهُم بسلامٍ وأمان.
أريدُ أن أستعير عربتك هذا الصّباح، لعلها تنجح في تأمين حقِّ أطفالنا وأبنائنا بالتنقل، وتحقيق حلمهم بحصولهم على حقّ التعليم بحريّة وسلام، دون تلك الحواجز اللّعينة، ودون ذلك الجدار الذي يفصل الإنسانيّة ويقفُ سدًا في طريق الحريّة والفكر، ويضربُ أركان التّسامح والسّلام. نريدُ أن يذهب أبناؤنا إلى مدارسهم دون رؤية سلاح يحمله أحدٌ على المعبر، ودون المرور بأحدٍ استيقظَ وهو معكّر المزاج لسبب أو لآخر، وأخذ على عاتقه أن يُفسد صباح تلك العصافير الحالمة، نريد لهم أن تكون صورة الورد والكرامة والمستقبل المشرق بالتّعايش هي الراسخة في أذهانهم، لا صور التّفرقة والاحتلال وأدواتِه. نريد منك أن توصل حقائبهم إلى مدارسم دون المساس بها، دون مرورها على أحدث آلات الفحص والتفتيش، دون فتحها وإفراغ الكتب منها.
أدعوك أن نذهب إلى غزّة، لا من أجل أن نرى الدّمار ونشاهد أوراق كتب المدارس تطايرت هنا أو هناك جرّاء آلة الاحتلال، ولا نريدُ أن نحصي عدد الشهداء الأطفال ممن يسكنون أعلى الدّرجات؛ لأنّ ربهم أرحم بهم منّا وأكرم، ولن نطلب إحصائيّة بعدد الأطفال المعتقلين في سجون الاحتلال، أريد منك في زيارتنا إلى غزّة أن يكون زيت قنديلك ممتلئًا، لعلّه يُسعف أطفالنا من ظلمات العتمة ووحشيّتها، ويُنير دروب الحالمين في علمهم ودراستهم والباحثين عن ضوء المستقبل المُشرق.
في نهاية زيارتك سوف نزور بيت سانتا، الذي يقع في أحد أزقة مدينة مهد السيّد المسيح، بيت بفكرة فلسطينيّة تتجسد به معالم بيت سانتا الجميل وتفاصيله البسيطة، ذلك البيت رسمه شباب فلسطين؛ ليصنعوا الابتسامة والفرح على وجوه الأطفال والزائرين، أريد أن نلتقط صورا تذكاريّة مع أطفال فلسطين فيه، تحملها للعالمِ كرسالة من أطفالنا أنّ "عَلَى هَذِهِ الأرْضِ مَا يَسْتَحِقُّ الحَيَاة".