أن تكون فاعلاً على منصات التواصل
مواقع التواصل الاجتماعي باتت أمراً واقعاً يعرفه الجميع، حيث أصبح الجميع تقريباً جزءاً منها، وصارت هي جزءاً من حياتنا. والأهم من ذلك حاجتنا لهذه المنصّات لتحقيق أهدافنا المُختلفة، وأحياناً تكون مصيرية في ما يتعلّق بوصولنا إلى الفرص المميزة، ما يجعل حضورنا الإلكتروني عبرها بحاجة إلى مزيد من الفعالية والتميّز. إذاً، ما الحضور الإلكتروني أصلاً؟ وكيف سيؤثر في فرصنا مُستقبلاً؟ وماذا يمكن أن نقوم به لإثبات حضورنا الإلكتروني بقوة؟
من الجيد دوماً التخطيط، ولو على نحو بسيط، لناحية أهداف وجودنا الشخصي على الإنترنت. قد يكون هدفنا الترفيه أو كسب المال أو بناء علاقات، وهكذا... فلا بد بدايةً من العمل على النقاط الآتية:
- تحديد قيمتنا التي نريد المحافظة عليها، فعلى سبيل المثال قد تكون إحدى قيمنا الرئيسية ألا تتناول قضايا سياسية.
- تحديد اهتماماتنا، وما الذي يميّزنا عن الآخرين؟ وما الذي سنقدمه إلى الجمهور؟
- تحديد المُحفّزات التي تجعلنا نبذل المزيد من الجهد على وسائل التواصل الاجتماعي.
- يعدّ عدد الإعجابات لدى بعض الناس محفزاً لهم، فما المُحفّز لنا؟
الحضور الإلكتروني مجموعة من المشاعر الإيجابية أو السلبية التي يربطها جمهورنا المستهدف بكل ما يتعلق بنا، إنّ هذه المشاعر والأفكار تتعلق بمقدار وعي الجمهور بنا وبما نقدمه، وترتبط كذلك بالصورة الذهنية الخاصة بنا. فعلي سبيل المثال، إذا انتشرت سمعتنا على وسائل التواصل الاجتماعي بأننّا مهتمون بالموضوعات السياسية، فستكون هذه هي الصورة الذهنية المعروفة عنّا، لذا سيلجأ الناس إلينا في الوقت الذي يحتاجون فيه إلى معرفة رأي سياسي معين، وبالتالي لن يلجأ الناس إلى متابعتنا إذا كان الأمر متعلقاً بالطبخ مثلًا؛ لأنه لا وجود لشيء على صفحاتنا الشخصية، يوحي بأنّنا خبراء في الطبخ.
لماذا يُعدّ الحضور الإلكتروني مهمّاً؟
تقول صحيفة (فوربس) العالمية إن طريقة تقديمك لنفسك على الإنترنت ستصبح خلال السنوات القادمة، أهم من كتابة سيرة ذاتية عند التقدّم لعمل جديد. وبحسب الإحصاءات، فإن أكثر من 90 في المئة من المسؤولين عن التوظيف في الولايات المتحدة، حاولوا الوصول إلى الصفحات الاجتماعية للمتقدم للوظيفة، هنالك أكثر من مليار عملية بحث تجري يومياً على غوغل حول الأسماء الشخصية، معظم الناس ينظرون إلى نتائج الصفحة الأولى فحسب، ما يعني أنهم يحصلون على مُرادهم مباشرة، هذا يعني أن البحث باسمك الأول واسم عائلتك سيكون كفيلاً بإيجاد صفحاتك على وسائل التواصل الاجتماعي.
نظراً لأهمية الحضور على منصّات التواصل الاجتماعي وما ينتج منه من فرص مهنية وعملية، علينا العمل على تعزيز النقاط الآتية:
- المشاركة في أنشطة اجتماعية وثقافية، والحرص على حضور الفعاليات التطوعية والخيرية، فكل ذلك سَيُسَرِّع عملية البحث عنّا.
- بما أنّ الشركات الكبرى في العالم تبحث دوماً عن فريق مميز لتضمّه إلى طاقمها، فإن كان حضورنا الإلكتروني جيداً، سيُمكّن المسؤولون عن التوظيف من الوصول إلينا.
ختاماً، إنّ حضورنا الإلكتروني لم يعد يرتبط فقط بحاضرنا، بل يرتبط بمستقبلنا العملي والمهني والاجتماعي، فقد بات يعكس سيرتنا الذاتية. فكما يجب علينا الحرص بالحضور الفعّال والمدروس وفق رؤية مُحدّدة، لا بد من الالتزام بأخلاقيات الحضور وتجنّب خطاب الكراهية والعنصرية والتضليل ونشر المعلومات الخاطئة وعدم تقبّل الآخر أو الكلام النابي والتعرّض للآخرين خارج حدود الأخلاق، لأنّ هذا السلوك السلبي أيضاً مرتبط بالمستقبل المهني والعملي، فكل محتوانا في الفضاء الإلكتروني مكشوف ولا يمكن حذفه لاحقاً، فهذا يعكس صورتنا، وبالتالي قد يكون سبباً في خسران أي فرصة عمل مستقبلية مع العلم أنّ هذا السلوك مرفوض إنسانياً قبل كل شيء، وعليه هذا بشكل مختصر بما يتعلق بالخطوات الأولى المتعلّقة بالحضور الإلكتروني، وسنتحدث في مقالات أخرى عن الخطوات المتتالية للحضور الفعّال وحول المحتوى الرقمي وأنواعه.