أيها المبتسم في وقار

29 ديسمبر 2022
+ الخط -

أبعث برسالتي إلى د. مصطفى محمود (27 ديسمبر 1921 - 31 أكتوبر 2009) في ذكرى ميلاده!

أيها المبتسم في وقار:

رحلت قبل 13 سنة، لذا لم تعاصر الأحداث التي تنبّأت ببعضها؛ وها أنا أخبرك بحديثها؛ لقد أقبل "الطوفان" و"الزلزال"، لأننا نعيش "على حافة الزلزال" وأرضنا تعيش "على حافة الانتحار"، وها هو "الغد المشتعل" الذي حدثتنا عنه قد أقبل بقضه وقضيضه.

نحن العرب الذين لم نحسن إدارة أمورنا، لذا قد مورست علينا "ألعاب السيرك السياسي"، ونكاد نتأرجح "على خط النار" إذا لم يكن قد احترقنا بكيها؛ وصرنا بعد كل تلك الخطوب في "الطريق إلى جهنم".

أستاذي الغالي:

لم يتم فك "لغز الحياة" ولا "لغز الموت" بعد، بالرغم من أن علماء الأحياء يشرعون الآن في مشروع "البروتنيوم" بعد أن أنجزوا مشروع "الجينيوم" عام 2003، أما قوى الجاذبية فقد أرسلت موجات الجاذبية التي التقطناها.

لقد كنتَ حاضراً أيام سقوط بغداد عام 2003 وبعدها غبتَ عنا بسب الزهايمر، لذا أخبرك، بكل أسف، أن مصفوفة السقوط العربي توالت بعد ذلك، واستفاق العالم العربي على انفجار الربيع العربي، الذي اختلفوا حوله كما هو ديدن العرب حول أي شيء!

أيها النائم في سكون:

"المعركة الكبرى" لم تبدأ بعد، ولا أظن هذا الجيل قادراً على خوض أي معركة حاسمة؛ لأنه مشغول عنا بمعارك الأمعاء الجائعة التي هي أشد ضراوة من كل معارك الآلات.

"العلم والإيمان" ذلك التراث الخالد الذي بدأته منذ أيام الرئيس السادات في مطلع سبعينيات القرن الماضي لا يزال مائدة الفضائيات بالرغم من وجود قنوات متخصصة في الوثائقيات. هذه الوثائقيات أنتجت عنك برنامجا اسمه "مصطفى محمود.. العالِم والإيمان".

ومع ذلك لم يستطيعوا أن يخرجوا إلى النور المسلسل المزمع إنتاجه عنك.

الكلام كثير أيها الراحل المقيم معنا بفكرك وكلماتك، لكن:

مـا تـزال بـحـلقي ألـفُ مـبكيةٍ ... مـن رهبة البوح تستحيي وتضطربُ

كما يقول مولانا البردوني.

نم مطمئنا، فإن "شوية الأوراق التي ستقابل ربنا بيهم" لم تذهب سدى؛ فلا تزال متداولة بيننا أيها الراحل المقيم.

أخيرا:

هل تعرف أن إحدى وكالات الفضاء أطلقت اسمك على أحد الكويكبات السيارة في الفضاء الكوني؛ إنه (296753) Mustafamahmoud، وذلك قبل رحيلك بـ12 يوما!

دلالات
عبد الحفيظ العمري
عبد الحفيظ العمري
عبد الحفيظ العمري
كاتب ومهندس من اليمن، مهتم بالعلوم ونشر الثقافة العلمية. لديه عدّة كتب منشورة إلكترونيا. الحكمة التي يؤمن بها: "قيمة الانسان هي ما يضيفه للحياة ما بين حياته ومماته" للدكتور مصطفى محمود.
عبد الحفيظ العمري

مدونات أخرى