رئيس السفينة العربية السورية

07 ابريل 2019
+ الخط -
من يوم أن انضم ابن بلدنا "أبو ربيع" إلى جلسات "الإمتاع والمؤانسة"، أصبحت تُطرح فيها موضوعات أكثر إثارة وسخونة من الموضوعات التي كنا نطرحها من قبل.

ذات مرة جاءنا أبو ربيع وهو يضحك ملء فمه، بعدما قرأ تصريحاً لأحد مسؤولي النظام السوري، يراهن فيه على أن الشعب التركي يُمهل رجب طيب أردوغان وحزبَه حتى الانتخابات، ولسوف يطيح بهم، لأن موقف أردوغان (من السيد الرئيس بشار الأسد - كما يسميه ذلك المسؤول) هو موقف عدائي!

وقال أبو ربيع: بتعرفوا أيش يعني هالحكي؟ يعني أنو الشعب التركي بيحب ابن حافظ الأسد أكتر من كل الدنيا، ومن كل رؤساء العالم، ولا شك أنه الآن عم يفرك إيديه ويْتْوَحْوَحْ ولسان حالو عم يقول لأردوغان: بتجي الانتخابات ولا ما بتجي يا أبو بلال؟ وطالما أنك بتعادي هالرئيس المحترم بشار الأسد، اعتبرْ هالانتخابات آخرْ أيامك يا مشمشْ.


قال أبو زاهر وهو في قمة التهكم: هالحكي معناتو أنو شعبية الرئيس التركي بتطلع وبتنزل، ويمكن هالمرة توصل للحضيض بسبب عداؤو لابن حافييظ، على عكس بيت الأسد اللي كلما أجت استفتاءات بترتفعْ شعبيتُنْ عند الشعب السوري، وبيكون الواحد منهم عم ينجح بمعدل تسعا وتسعين فاصلة تنين بالمية، بيصير بينجح بمعدل تسعا وتسعين فاصلة خمسة، و.. التغيرات في نسبة النجاح كْلَّا بتجي بعد الفاصلة.

قال أبو ربيع، متحدثاً بالفصحى، وكأنه يلقي خطبة في مهرجان خطابي: نعم يا صاح، إنها إرادة الشعوب، ولا يقف في وجه هذه الإرادة سوى الحمقى.

قال الأستاذ كمال: على فكرة إعلام بيت الأسد دائماً بيستقوي بالديمقراطية الموجودة عند الأنظمة الأخرى، وبيحط أملو فيها، وخلال سنوات الثورة كان الإعلام السوري يحكي عن أوباما إنو الشعب الأميركي بدو يحلقلُو في الانتخابات الجاية، وعن ساركوزي يقول نفس الحكي، وإذا أنت بتسألُنْ: ليش إنتوا ما بتعملوا انتخابات ديمقراطية حقيقية بسعر هالناس..

بتعرف أشو بيجاوبوك؟
قال أبو محمد: أشو؟

قال كمال: في عندهم عدد كبير من الإجابات، وكلها بتقول إنو الديمقراطية كتير ضرورية بالنسبة للآخرين، حتى بالنسبة لإسرائيل، وأما عندنا فالموضوع مختلف.. لأنو الدول الأخرى اسمها دول، والدول تحتاج بشكل دائم لتغيير الرؤساء، لأن الرئيس اللي بيطول في الحكم بيصير عندو فساد، ومحسوبيات وصفقات مشبوهة تحت الطاولة.. أما عندنا فنحن مو دولة، نحن سفينة! والجماهير لما بتطلع وبتترجاه لهالرئيس إنو يترشح للفترة القادمة ما بتقلو: ترشح، وإنما بتقلو: قود السفينة يا معلم.

قال أبو جهاد: طيب. هاد جواب. غيرو أشو كمان؟

قال كمال: بيقولوا لك إن هالرئيس ما صار رئيس سورية هيك بالصدفة، وإنما جاء نتيجة دعاء، وتوسل إلى الله، وتَرَجِّي. (طلبنا من الله المَدَدْ- جاءنا حافظ الأسد). وبعدما استجاب الله لدعائنا وجاءنا الأسد تحولْ من رئيس إلو علاقة بالرغبات، إلى رئيس إلو علاقة بالمصلحة العامة الاستراتيجية لسفينتنا العربية السورية، وأطلقنا عليه لقب القائد الضرورة. بتعرفوا يا شباب، أشو بيقول الشاعر الرائع معروف الرصافي؟

قال أبو ربيع: أنا بعرف، بس ما بدي إحكي، حتى ما يقول أبو الجود أني عم باخد دوري بالحكي ودور غيري.
قال كمال: بيقول معروف الرصافي:
لا يَخْدَعَنْكَ هتافُ القوم في الوطنِ
فالقومُ في السر غيرُ القومِ في العلنِ

قال أبو زاهر: نعم. أنا موافق على هالكلام وببصم بالعشرة. لما كنا في سجن تدمر، ومن كتر خوفنا من الضرب والتعذيب، ما نسترجي نقول كلمة واحدة بحق هداكا المجرم، ولكن، لما نكون لحالنا يا ساتر أشو يطلع معنا كلام.

قال أبو ربيع: ولما طلعنا في الثورة صرنا نقول اللي كنا نقولو في السر، علناً.

وللحديث صلة...
خطيب بدلة
خطيب بدلة
قاص وسيناريست وصحفي سوري، له 22 كتاباً مطبوعاً وأعمال تلفزيونية وإذاعية عديدة؛ المشرف على مدوّنة " إمتاع ومؤانسة"... كما يعرف بنفسه: كاتب عادي، يسعى، منذ أربعين عاماً، أن يكتسب شيئاً من الأهمية. أصدر، لأجل ذلك كتباً، وألف تمثيليات تلفزيونية وإذاعية، وكتب المئات من المقالات الصحفية، دون جدوى...