02 سبتمبر 2024
رياضة... مهزلة كرة القدم المحلية (1)
لا يعرف أحد في العالم لماذا أحب أهلُ بلدتنا كرة القدم. على ما يبدو أننا كنا، نحن الشبان الذين بدأت أجسادنا تنمو بسرعة وتفور بالصحة والفتوة، نبحث عن شيء ما نركله. نرفسه. نُفرغ طاقاتنا فيه.
في المشاجرات يقول واحد للثاني: "والله أنا بدوس على راسك"، وفي آخر كل مشاجرة، عندما يقرر المنتصرُ العفوَ عن خصمه، يرفسه الرفسة الأخيرة، ويقول له: "قم انقلع من وجهي".
ذات مرة، في الملعب الترابي الخشن الذي صنعناه وخططناه بالتراب الأبيض، ترافسَ اثنان من أبناء بلدنا رفساً خالياً من الشفقة أدى إلى ظهور سحجات وكدمات وجروح ورضوض، وإذا بصديقنا أبو ناصر يصيح:
في المشاجرات يقول واحد للثاني: "والله أنا بدوس على راسك"، وفي آخر كل مشاجرة، عندما يقرر المنتصرُ العفوَ عن خصمه، يرفسه الرفسة الأخيرة، ويقول له: "قم انقلع من وجهي".
ذات مرة، في الملعب الترابي الخشن الذي صنعناه وخططناه بالتراب الأبيض، ترافسَ اثنان من أبناء بلدنا رفساً خالياً من الشفقة أدى إلى ظهور سحجات وكدمات وجروح ورضوض، وإذا بصديقنا أبو ناصر يصيح:
- اطلعوا من المَرْفَس يا شباب!
في البداية هوينا طابات الخرق. كان الواحد يذهب إلى أمه، ويطلب منها أن تخيط له طابة من الخرق، فتستجيب له، بسبب الحنان طبعاً، ولكنها تقدم له النصيحة المكرورة إياها، المشوبة بالتحذير:
- يا ابني لا توسخ تيابك، ولا توقع وأنت عم تركض، حتى ما تنجرح وينعقروا ركبك متل جحاش الحَجَّارين.
وبعد أن يتركها ويمشي تكلم نفسها قائلة: "لله وللرسول ما بقي لي قدرة ع الغسيل والترقيع".
لم تكن طابة الخرق كروية تماماً، والخيوط العريضة تبقى ظاهرة على جنبها، وبعد بضع ركلات من أرجل الشبان الأقوياء تنفلش وتخرج حشوتُها من الخرق عديمة النفع، وتتطاير في المكان، دواليك حتى تصبح غير صالحة للعب.
ووقتها يحرد اللاعبون ويقولون: "بَطَّلْنا نلعب"، ويذهب كل واحد منا إلى داره لتبدأ مباراة من نوع خاص بينه وبين أمه التي تجبره على قَلْع الملابس التي جَلَبَتْ معها أكواماً من القش والعلّيق والتراب الأحمر والأبيض والأصفر، وتمزقت، أو انفتقت من الأمام فظهرت للعيان الأشياء التي يجدر به أن يخفيها عن أعين الناس، فهو ابن عيلة محترمة وعيب أن تظهر أشياؤه للعيان، وأيش يكون موقفه لما يكون في بنات معدايات من جنب الملعب (المرفس)؟..
تساعده في قلع ملابسه، وتوقفه بجوار المغسلة، وتبدأ بسفح الماء ورغي الصابون على رأسه غير عابئة باحتجاجه وصياحه، وبعد الانتهاء من هذه العملية العسيرة تعطيه قميصاً من الفانيلا بنصف كم، وكلسوناً مخاطاً، في أغلب الأحيان من قماش أكياس الطحين الذي تكتب عليه عبارة (Made in Kanada)، فيرتديه لينعم بالسترة بعدما كان قاب قوسين أو أدني من الفضيحة، بينما هي تقبله بحنان وكأن التوبيخ الذي وجهته له كان بحكم العادة، وتقول: يا لطيف على هالجيل اللي شاقق الأرض وطالع متل الجان.
في البداية هوينا طابات الخرق. كان الواحد يذهب إلى أمه، ويطلب منها أن تخيط له طابة من الخرق، فتستجيب له، بسبب الحنان طبعاً، ولكنها تقدم له النصيحة المكرورة إياها، المشوبة بالتحذير:
- يا ابني لا توسخ تيابك، ولا توقع وأنت عم تركض، حتى ما تنجرح وينعقروا ركبك متل جحاش الحَجَّارين.
وبعد أن يتركها ويمشي تكلم نفسها قائلة: "لله وللرسول ما بقي لي قدرة ع الغسيل والترقيع".
لم تكن طابة الخرق كروية تماماً، والخيوط العريضة تبقى ظاهرة على جنبها، وبعد بضع ركلات من أرجل الشبان الأقوياء تنفلش وتخرج حشوتُها من الخرق عديمة النفع، وتتطاير في المكان، دواليك حتى تصبح غير صالحة للعب.
ووقتها يحرد اللاعبون ويقولون: "بَطَّلْنا نلعب"، ويذهب كل واحد منا إلى داره لتبدأ مباراة من نوع خاص بينه وبين أمه التي تجبره على قَلْع الملابس التي جَلَبَتْ معها أكواماً من القش والعلّيق والتراب الأحمر والأبيض والأصفر، وتمزقت، أو انفتقت من الأمام فظهرت للعيان الأشياء التي يجدر به أن يخفيها عن أعين الناس، فهو ابن عيلة محترمة وعيب أن تظهر أشياؤه للعيان، وأيش يكون موقفه لما يكون في بنات معدايات من جنب الملعب (المرفس)؟..
تساعده في قلع ملابسه، وتوقفه بجوار المغسلة، وتبدأ بسفح الماء ورغي الصابون على رأسه غير عابئة باحتجاجه وصياحه، وبعد الانتهاء من هذه العملية العسيرة تعطيه قميصاً من الفانيلا بنصف كم، وكلسوناً مخاطاً، في أغلب الأحيان من قماش أكياس الطحين الذي تكتب عليه عبارة (Made in Kanada)، فيرتديه لينعم بالسترة بعدما كان قاب قوسين أو أدني من الفضيحة، بينما هي تقبله بحنان وكأن التوبيخ الذي وجهته له كان بحكم العادة، وتقول: يا لطيف على هالجيل اللي شاقق الأرض وطالع متل الجان.