شيزوفرينيا أركان الإدارة الأميركية
قل عنهم ما تشاء، وانعتهم بكلّ الصفات والأوصاف، فكُلّها صحيحة وصادقة. قل عنهم: مرضى نفسيون، أو وحوش بشرية، أو مراوغون يستخدمون أقذر الحيل، لتدمير الشعوب، أو أنّهم وصلوا إلى أعلى مراحل الانفصام (الشيزوفرينيا).. إنّهم أركان الإدارة الأميركية وعلى رأسهم "الخرف" رئيسهم جو بادين.
تلك صفات لا مبالغة فيها أبدًا، فإذا كان آباؤهم وأجدادهم يُتقنون فن سياسية "العصا والجزرة"، فالساسة الحاليون، جميعهم بلا استثناء، مُجرمون بحق الإنسانية جمعاء، كونهم يُساهمون في قتل أُناس أبرياء، جُلّهم أطفال ونساء وشيوخ، وأصحاب أمراض مُزمنة.
وإذا كان المثل الشعبي القائل: "يقتل القتيل ويمشي بجنازته"، ينطبق على ثُلّة من الناس، يفتقرون للأخلاق والمروءة والشهامة، فإنّ ساسة "البيت الأسود"، يبدو أنّهم تعدّوا هذه المرحلة منذ فترة، وأصبحت وراء ظهورهم، فهم وصلوا إلى مرحلة من التكبّر والكبر والعنجهية والتغطرس والأمراض، لم يسبقهم إليها بشر.
وإلا فكيف يمكن تفسير ما يُقدمون على فعله، إذ يُزوّدون الكيان الصهيوني الغاصب بأعتى أنواع المُتفجرات والقنابل والأسلحة والمدافع، لا بل يُشاركونه بطائراتهم وبوارجهم، في صورة تؤكد أنهم شُركاء أساسيون في حرب الإبادة الجماعية، وتدمير البشر والشجر والحجر.. فهم يدعمون بلا حدود دولة الاحتلال الإسرائيلي، سياسيًّا ودبلوماسيًّا واستخباريًّا وماليًّا، وفي السلاح أيضاً.
في المُقابل تراهم يُسقطون مُساعدات على سكان قطاع غزّة الجوعى والمُشرّدين، في صورٍ تدل على أنهم يُعانون أمراضاً عدّة، على رأسها الجنون أو الانفصام.
في غزّة هناك طفل من كلّ ستة أطفال يُعاني سوء تغذية حادًّا، فضلًا عن أطفال يموتون يوميًّا بسبب نقص الغذاء والدواء
صورة دعائية رديئة لراعية حقوق الإنسان في العالم أجمع، فمهما أسقطت من مُساعدات فلن تُساهم في وقف الفظائع التي يرتكبها جيش الاحتلال، ولن تُوقف خطر المجاعة في غزّة، ولن تُوقف تدمير المنازل والبُنى التحتية التي أصبحت أثرًا بعد عين، كما أنّها لن تُريح ضمائر المسؤولين الأميركيين المرضى.
حتى نائب الرئيس الأميركي، كامالا هاريس، وصلت إلى درجة من البلادة والتعجرف والغلو، ما جعلها تنسى أوجاع الغزّيين ومُعاناتهم، لتدعو الصهاينة إلى خطة "إنسانية" قبل أي عملية عسكرية في رفح! وكأنها داعمة بكلّ قوة إلى الانقضاض على آخر بقعة بقيت من غزّة، بما يؤكّد أنّ تدميرها آت.
ازدواجية حقيرة، ونفاق مقيت، وجنون مُطلق.. مُسمّيات شتى تنطبق على قيادات "العم سام"، فلو كانت واشنطن صادقة في أفعالها وأقوالها، لكانت أوقفت الحرب التي تشنها "ربيبتها" على أُناس أبرياء تجمّعوا أمام شاحنات المُساعدات. لو كانت صادقة لمنعت تدفق القنابل والمُتفجرات إلى الصهاينة. لو كانت صادقة لأجبرت الاحتلال على توفير المُساعدات الإنسانية، خصوصًا أنّ غزّة تحتاج إلى ألف شاحنة من المُساعدات يوميًّا.
يعلم الجميع أنّ مثل تلك السياسة، من شأنها استمرار العدوان الإسرائيلي الهمجي على عُزّل مدنيين، وإلى ما لا نهاية، والتأكيد في الوقت نفسه أنّه لا يوجد جهد فعلي على أرض الواقع لفرض حلّ سياسي، من أجل إنقاذ أطفال رضّع ونساء ثكلى وشيوخ، ففي غزّة هناك طفل من كلّ ستة أطفال يُعاني سوء تغذية حادًّا، فضلًا عن أطفال يموتون يوميًّا بسبب نقص الغذاء والدواء.
لا شك في أن الولايات المتحدة الأميركية هي الدولة الوحيدة في هذا العالم الظالم، تستطيع فرض حلول، وليس حلًّا واحدًا، على دولة الاحتلال الصهيوني، لكنها لا تفعل، لسببٍ بسيط جدًّا، يتعلق بالحملات الانتخابية للرئاسة الأميركية.