عروس لقطة
- حظك من السما يا أبو الجود، عثرت لك على عروس عالمية، بنت لقطة، طويلة، رفيعة، معنقة (أي ذات عنق طويل)، مخنصرة (أي ذات خصر ضامر)، مكلثمة، ملعقة الشاي الصغيرة لا تدخل فمها إلا بصعوبة، أسنانها لولو، وشعرها شلالات، وإذا شربت الماء يمكنك أن تراه وهو يسري في زلاعيمها، من فرط بياضها.. الله وكيلك "شقفة" بتخل العقل و..
ويستمر في الوصف والشرح حتى يستوقفه أبو الجود قائلاً:
- الله يخليها لأهلها، ويهنيها بحياتها ويفتح قدامها المستقبل على مصراعيه. لاكن أنا بنفسي أنك تجاوبني على سؤال واحد يا عمي أبو قدور، هو: أنا أيش دخلني بهذه القصة؟
فيقول أبو قدور: اسكت ولاك عبد الجواد اسكت.. الظاهر أنك ما بتفهم؟ هذه العروس اللقطة ستكون من نصيبك ان شاء الله، وبدنا نطبخ وننفخ ونأكل ونشرب وندبك في عرسك. المهم أنك تسمع كلامي وتشتغل مثلما أنا أقول لك.
ذات مرة.. كان الإحساس بالضحك قد سيطر على أبي الجود، بينما أبو قدور مسهب في مديح العروس. قال له:
- عمي أبو قدور، ممكن تدعس فرامل وتتوقف عن الحكي لمدة دقيقة واحدة؟ بصراحة أنا عندي سؤال تاني.
قال أبو قدور: تفضل.
قال أبو الجود: أنا بدي أختصر عليك الطريق، وأفترض أن هذه العروس اللقطة قبلت بي، وبسرعة البرقة استأجرنا البيت وفرشناه وتزوجنا..
قال أبو قدور محتجاً: ليش تستأجروا وتفرشوا وتدفعوا نفقات بلا طعمة؟ هي عندها بيت مفروش من مجاميعه.
ضحك أبو الجود عالياً وقال: كمان؟ ومع ذلك ترضى بي أنا اللي ما معي حق قميص وبنطرون. طيب ليش؟
قال أبو قدور: قرب لعندي. بدي أقول لك كلمتين في أذنك وما بدي حدا يسمع.
قرب أبو الجود أذنه فهمس له قائلاً بأن المطلوب منه شيء واحد فقط، وهو أن يبقى في صحبتها ليلاً نهاراً.
عبس أبو الجود وقال: آسف. والله لا أستطيع.
قال أبو قدور: أيش هذا الكلام...
قال أبو الجود متصنعاً منتهى البراءة والجدية: أنا أستطيع أن أبقى معها في الليل فقط، وأما في النهار فأنا مضطر أن أذهب إلى الشغل. يعني إذا سألني المدير عن سبب غيابي، أيش أقول له؟!