02 سبتمبر 2024
كيف تخلط عالم السياسة بعالم الفيلة؟
نشرت قبل حوالى ثلاث سنوات مقالة في "العربي الجديد" تحمل عنوان "الفيل والقضية الفلسطينية"، أشرت فيها إلى طرفة متداولة تلخص فكرة متاجرة الحكام العرب بالقضية الفلسطينية. وإليكم الطرفة كما وردت في إحدى مجموعاتي القصصية..
قال الأستاذ الجامعي:
قال الأستاذ الجامعي:
شهدت لكم قصة تجعل عقل الإنسان يخرج من قرعة رأسه، وينط وينزل إلى كفه.
فبينما أنا جالس وراء مكتبي، إذ دخل علي رجل من النوع الخبيث الأملس الذي يستطيع الدخول في خرم الإبرة.
إنه أنيق، ومكوي.. وعيناه تغزلان كعيني القطط.
سلم باليمنى تاركاً يده اليسرى على صدره تعبيراً عن شدة الاحترام، وانحنى بزاوية منفرجة وقال:
- يسعدني يا أستاذي أن تقبلوا بأن أكون تلميذكم.
قلت: تلميذي؟ في أيش؟
قال: محسوبكم يا أستاذ، حاصل، والحمد لله، على شهادة الماجستير في العلوم السياسية. وبما أن الإنسان، كما تعلمون، كائن طموح، فقد توكلت على الله واشتغلت في رسالة الدكتوراه التي آمل أن توافقوا على الإشراف عليها!
استطرفت شخصية الرجل، فقلت له على الفور:
- حسناً، أنا موافق. ولكن ما هو عنوان رسالتك؟
قال: الفيل!
زاد ذلك في استغرابي، فقلت له:
- الفيل!؟ يا ابني، أولاً، الفيل لا علاقة له بالسياسة، وثانياً، الفيل حيوان قليل الأهمية في عصرنا الحديث، حتى إن وجوده نادر.
تحولت زاوية الاحترام المرتسمة على جذع الرجل من منفرجة إلى قائمة وقال لي:
- يا أستاذي، لن أكون طماعاً فأستغل وقتكم الثمين في الأخذ والرد.. هاك الرسالة، تكرم علي بقراءتها، وأنا أعود لاحقاً لأعرف جوابكم.
وأخرج من حقيبته مخطوطاً يقع في ألف صفحة، مرقونة على الكومبيوتر، ومجلدة على نحو أنيـق، وقال: تفضل.
كادت تصعقني الدهشة وأنا أقلب محتويات المخطوط، إذ وجدت ما يلي:
لقد تحدث الرجل في 15 صفحة عن المنشأ العضوي الحيواني للفيل.
وفي 20 صفحة عن أنواع الفيلة وأماكن تواجدها.
وفي 10 صفحات تشريح الفيل.
وفي 5 صفحات عن تكاثر الفيل.
وفي 20 صفحة عن علاقة الفيل بالأحداث السياسية عبر العصور وبالأخص غزوة أبرهة الحبشي لمكة.
وأما الـ 940 صفحة المتبقية من المخطوط فكانت بعنوان: "الفيل والقضية الفلسطينية"!!
فبينما أنا جالس وراء مكتبي، إذ دخل علي رجل من النوع الخبيث الأملس الذي يستطيع الدخول في خرم الإبرة.
إنه أنيق، ومكوي.. وعيناه تغزلان كعيني القطط.
سلم باليمنى تاركاً يده اليسرى على صدره تعبيراً عن شدة الاحترام، وانحنى بزاوية منفرجة وقال:
- يسعدني يا أستاذي أن تقبلوا بأن أكون تلميذكم.
قلت: تلميذي؟ في أيش؟
قال: محسوبكم يا أستاذ، حاصل، والحمد لله، على شهادة الماجستير في العلوم السياسية. وبما أن الإنسان، كما تعلمون، كائن طموح، فقد توكلت على الله واشتغلت في رسالة الدكتوراه التي آمل أن توافقوا على الإشراف عليها!
استطرفت شخصية الرجل، فقلت له على الفور:
- حسناً، أنا موافق. ولكن ما هو عنوان رسالتك؟
قال: الفيل!
زاد ذلك في استغرابي، فقلت له:
- الفيل!؟ يا ابني، أولاً، الفيل لا علاقة له بالسياسة، وثانياً، الفيل حيوان قليل الأهمية في عصرنا الحديث، حتى إن وجوده نادر.
تحولت زاوية الاحترام المرتسمة على جذع الرجل من منفرجة إلى قائمة وقال لي:
- يا أستاذي، لن أكون طماعاً فأستغل وقتكم الثمين في الأخذ والرد.. هاك الرسالة، تكرم علي بقراءتها، وأنا أعود لاحقاً لأعرف جوابكم.
وأخرج من حقيبته مخطوطاً يقع في ألف صفحة، مرقونة على الكومبيوتر، ومجلدة على نحو أنيـق، وقال: تفضل.
كادت تصعقني الدهشة وأنا أقلب محتويات المخطوط، إذ وجدت ما يلي:
لقد تحدث الرجل في 15 صفحة عن المنشأ العضوي الحيواني للفيل.
وفي 20 صفحة عن أنواع الفيلة وأماكن تواجدها.
وفي 10 صفحات تشريح الفيل.
وفي 5 صفحات عن تكاثر الفيل.
وفي 20 صفحة عن علاقة الفيل بالأحداث السياسية عبر العصور وبالأخص غزوة أبرهة الحبشي لمكة.
وأما الـ 940 صفحة المتبقية من المخطوط فكانت بعنوان: "الفيل والقضية الفلسطينية"!!