02 سبتمبر 2024
مسلسل اختطاف عليا (الحلقة الثانية)
حينما حدثني صديقي سلوم بفكرة مرافقتنا إياه، أنا وأفراد شلتنا، إلى مدينة جبلة الساحلية، ومساعدته في اختطاف الفتاة التي يحبها وتحبه "عليا"، انتابني شيء من الخوف، أردت التعبير عنه. ولكن سلوم، وقبل أن أقول شيئاً، رفع إصبعه في وجهي وهو يقول: ولكن بشرط.
قلت له ممازحاً: كمان إلك شروط؟ أنت صاير يا سلوم متل الولد الشخاخ اللي ما بيحب ينام غير في نص الفراش. تفضل. اشرط.
قال: شَرطي الأساسي أنه يبقى الأمر بيناتنا سر، لأنه إذا حدا عرف بالقصة بتنخرب بيوتنا كلياتنا، أنا وأنتو.
قلت له: بهاي معك حق يا سلوم بيك.
وخرجنا من المقهى نبحث عن بقية أفراد الشلة، وفي غضون ساعتين التقينا بهم واتفقنا على أن نجتمع عندي في البيت ونناقش الموضوع الذي جئنا أنا وسلوم لأجله على رواق. فوافقوا على الاجتماع، وذهبنا إلى بيتنا، وهناك عرضنا عليهم الفكرة، فوافق الجميع على الاشتراك في عملية خطف عليا، عدا صديقنا عامر الملقب بـ "أبو نبيرة" الذي قال إنه لولا الحيا لأمسك برأسينا أنا وسلوم وخبطهما ببعضهما البعض عسى أن نستفيق ونعرف خطورة الكلام الذي نتحدث به.
ومع سكوت الجميع، وكأن على رأسنا الطير، شرح لنا أن العمل الذي نفكر به خاطئ من أساسه إلى رأسه، فأولاً، الزواج هو علامة من علائم الاستقرار، والاستقرار مشروط بانتفاء المشاكل، وفي حالتنا سيكون زواج سلوم من عليا نبعاً ثراً للزعل والمشاكل، واحتمال أن يأتي أحد من عائلتها ويعتدي عليها، أو على سلوم، وعائلة سلوم ترد على عدوانهم وتعلق بيننا وبين أهل جبلة حرب مثل حرب البسوس التي استمرت أربعين سنة وقتل فيها خلق كثير من أجل ناقة حقها فرنكين سوري بعملة اليوم، وإذا اتبع أهل عليا القانون فإنهم يستطيعون أن يلبسوا صديقنا سلوماً قضية جنائية تحت اسم الإغواء والتخطيط لفعل الخطف ويمكن أن يضيف محاميهم أن البنت ليست راضية وأننا أجبرناها بمرافقتنا تحت التهديد بالسلاح، وإذا مرت القضية، في المحصلة على خير فإنهم يعتبرونها فعلاً جنائياً فقط، والله يستر ما يروحوا أهلها إلى جهة أمنية ويعتبروا المسألة طائفية، على أساس نحن سنة والجماعة علوية..
قاطعه سلوم وقال: هم كمان سنة.
قال أبو نبيرة: حتى ولو كانوا سنة، فمجرد ما عم تفكروا تاخدوا سيارة وتروحوا إلى بلد تانية وتخطفوا بنت هادا الشي ممكن تحميله على السياسة، وأضعف الإيمان بيوصفوا الشغل تبعنا على أنه شغل عصابات..
على الرغم من الطبيعة المنطقية لتخوفات أبي نبيرة، إلا أننا نحن الآخرين كنا ميالين لمرافقة سلوم، لأسباب عديدة، منها أننا نعيش في هذا البلد من دون مشاكل، ومن دون مغامرات، ومنها أن السفر إلى الساحل بحد ذاته متعة، وزاد في قصيدنا بيت أن صديقنا عبدو أعلن عن جاهزية السيارة التي يعمل فيها نهاراً على خط إدلب معرتمصرين للسفر، وهو لا يطلب أجراً شريطة أن نملأ له الخزان بالمازوت..
قال أبو نبيرة: أنا راح أنسحب، وأكيد بدي أحفظ سركم، وبتمنى لكم التوفيق.
(نهاية الحلقة الثانية)
قال: شَرطي الأساسي أنه يبقى الأمر بيناتنا سر، لأنه إذا حدا عرف بالقصة بتنخرب بيوتنا كلياتنا، أنا وأنتو.
قلت له: بهاي معك حق يا سلوم بيك.
وخرجنا من المقهى نبحث عن بقية أفراد الشلة، وفي غضون ساعتين التقينا بهم واتفقنا على أن نجتمع عندي في البيت ونناقش الموضوع الذي جئنا أنا وسلوم لأجله على رواق. فوافقوا على الاجتماع، وذهبنا إلى بيتنا، وهناك عرضنا عليهم الفكرة، فوافق الجميع على الاشتراك في عملية خطف عليا، عدا صديقنا عامر الملقب بـ "أبو نبيرة" الذي قال إنه لولا الحيا لأمسك برأسينا أنا وسلوم وخبطهما ببعضهما البعض عسى أن نستفيق ونعرف خطورة الكلام الذي نتحدث به.
ومع سكوت الجميع، وكأن على رأسنا الطير، شرح لنا أن العمل الذي نفكر به خاطئ من أساسه إلى رأسه، فأولاً، الزواج هو علامة من علائم الاستقرار، والاستقرار مشروط بانتفاء المشاكل، وفي حالتنا سيكون زواج سلوم من عليا نبعاً ثراً للزعل والمشاكل، واحتمال أن يأتي أحد من عائلتها ويعتدي عليها، أو على سلوم، وعائلة سلوم ترد على عدوانهم وتعلق بيننا وبين أهل جبلة حرب مثل حرب البسوس التي استمرت أربعين سنة وقتل فيها خلق كثير من أجل ناقة حقها فرنكين سوري بعملة اليوم، وإذا اتبع أهل عليا القانون فإنهم يستطيعون أن يلبسوا صديقنا سلوماً قضية جنائية تحت اسم الإغواء والتخطيط لفعل الخطف ويمكن أن يضيف محاميهم أن البنت ليست راضية وأننا أجبرناها بمرافقتنا تحت التهديد بالسلاح، وإذا مرت القضية، في المحصلة على خير فإنهم يعتبرونها فعلاً جنائياً فقط، والله يستر ما يروحوا أهلها إلى جهة أمنية ويعتبروا المسألة طائفية، على أساس نحن سنة والجماعة علوية..
قاطعه سلوم وقال: هم كمان سنة.
قال أبو نبيرة: حتى ولو كانوا سنة، فمجرد ما عم تفكروا تاخدوا سيارة وتروحوا إلى بلد تانية وتخطفوا بنت هادا الشي ممكن تحميله على السياسة، وأضعف الإيمان بيوصفوا الشغل تبعنا على أنه شغل عصابات..
على الرغم من الطبيعة المنطقية لتخوفات أبي نبيرة، إلا أننا نحن الآخرين كنا ميالين لمرافقة سلوم، لأسباب عديدة، منها أننا نعيش في هذا البلد من دون مشاكل، ومن دون مغامرات، ومنها أن السفر إلى الساحل بحد ذاته متعة، وزاد في قصيدنا بيت أن صديقنا عبدو أعلن عن جاهزية السيارة التي يعمل فيها نهاراً على خط إدلب معرتمصرين للسفر، وهو لا يطلب أجراً شريطة أن نملأ له الخزان بالمازوت..
قال أبو نبيرة: أنا راح أنسحب، وأكيد بدي أحفظ سركم، وبتمنى لكم التوفيق.
(نهاية الحلقة الثانية)