02 سبتمبر 2024
مشاجرة جماعية بسبب موال
أكد أبو الجود، في بداية لقائنا عبر الماسنجر، أن للحظر الذي فُرض علينا نحن المسنين مساوئ كثيرة، أهمها أن الإنسان يشعر بالأمان من الإصابة بالفايروس، ولكنه يفتقد الحرية، وعندما يريد أن يخفف عن نفسه يتذكر السجناء السياسيين الذين أمضوا في سجون حافيييظ الأسد ووريثه سنين طويلة، مع الضرب والسباب والإهانات، ويستنتج أنه، بالمقارنة معهم، يعيش في الجنة، ولكن لهذا الحظر فائدة كبرى، هي أنه أجرى قطيعة عاطفية تامة مع زوجته أم الجود، وعلى الرغم من سكناهما في منزل واحد لا يلتقيان إلا في هذا الوقت المسائي عبر لقاء "الإمتاع والمؤانسة". طبعاً كل واحد منهما يتحدث بموبايله من غرفته.
قالت السيدة حنان: يا أبو الجود أنا بشوف إنه التباعد اللي صاير بيناتكم بهالظروف كتير كويس، لأنكم في المحصلة راح تشتاقوا لبعضكم.
قال أبو الجود: أبداً. بدك الصراحة يا ست حنان؟ اللي عم يصير معي هو عكس الاشتياق.. وبظن إنه إذا بتطول أزمة الكورونا راح إستعيد شبابي، وإخلص من هالعلقة معها.
قالت أم الجود: إذا بقي أبو الجود عم يحكي راح ينزع لكم السهرة.. كنتوا عم تحكوا لنا قصص كويسة وبتضحك، بينما أبو الجود ما عنده غير قصص الفقر والنحس والمقت. بتعرف يا أبو مرداس؟ هاد أبو نادر اللي كنت عم تحكي لنا عنه كتير ظريف. لما وصفت لنا استقبال صاحب العرس إلُه مع "شلة فتح الله" في ضيعة أم زرزور أنا فرطت من الضحك!
قلت: معك حق، بس أنا خايف تملوا، لأن قصة السفرة تبع قرية أم زرزور طويلة، وفيها عدة فصول. لكن أحلى شي هوي جو العرس نفسه.
قال أبو ماهر: من لما عملنا مجموعة الاتصال تبع الماسنجر أنا قلت إنه اللي بيمل، أو بينشغل، بإمكانه يعمل خروج. ومع ذلك ما حدا عم يغيب ولا حدا عم يطلع من المكالمة.
قال أبو محمد: يا أستاذ نحن بالحجر الصحي طول النهار منكون ملانين ومتضايقين، ولما منلتقي ومنسمع حكاياتكم عم نغير جو ومننبسط. بقى كيف خطر لك إنه ممكن نمل؟ تفضل كمل قصتك.
قلت: أنا حكيت لكم سابقاً إنه أكتر شي بينفُر منه أبو نادر هوي منظر جلوس مجموعات من الشباب في العرس على شكل مجموعات (بُوَط)، وكل مجموعة أو (بوطة) بتكون حاطة قدامها أصّ مزروع بالحبق، إضافة للفستق المملح، وبعض الفواكه، وأبريق مي، وكؤوس بلاستيك، وأفراد كل مجموعة بيكونوا متلاحمين ومتضامنين مع بعضهم ضد المجموعات التانية.. ما فينا نقول إنه الجو في العرس مكهرب من الأساس، ولكن ممكن يتكهرب في أي لحظة، وإذا تكهرب يا ساتر..
قالت أم زاهر: شي غريب. ناس رايحين ع العرس لحتى يسهروا وينبسطوا، معقولة تصير بيناتهم مشاكل خطيرة لهالدرجة؟
قال كمال: أنا بلشت إفهم السبب اللي خلى أبو نادر يعاهد نفسه ما يروح على الأعراس، وإنه إذا راح بيصير من حق أم نادر تضربه بالشحاطة. بالفعل هادا جو مزعج.
قلت: وبما إنه الجو قابل لإنه يتكهرب في أي لحظة، بتلاقي صاحب العرس عم يدور على المعازيم ويسلم عليهم، وبيحاول يمتدحهم، أهلين أبو فلان وتحياتي أبو علان.. وبيوزع عليهم المناديل أو السيوف والتروس الخاصة بالدبكة، ولسانه ما بيهدا وهوي عم يشكرهم: الله يفرحنا بشبابكم، على راسي الشباب.. إلى آخره. المهم هلق وصلنا للحادثة اللي صارت في العرس، وخربطت مزاج الحاضرين كلهم..
قالت أم ماهر: أيوه. يعني هلق جينا. تفضل إحكي لنا.
قلت: المطرب اللي متعاقد معه صاحب العرس هوي الوحيد اللي بيحق له يصيح مواويل ويغني، لكن في الأعراس بيصير في بعض الأحيان خرق لهالقاعدة، فلما المطرب بيتعب وبده ياخد استراحة، بيصيروا بعض الحاضرين بيدندنوا بشي أغنية، وإذا كان في بينهم واحد صوته مقبول بيعطوه الميكروفون اللاسلكي، وعازف العود بيرافقه بالعزف، وبيستمر هالشي لوقت ما ينتهي المطرب من استراحته. بهيك حالات في شغلة وحدة مخيفة، وهيي إنه يصير تنافس بين مجموعتين (بوطتين) وكل مجموعة بدها تظهر المطرب تبعها، وفي بعض الأحيان بيصيح واحد من هالشباب "موال ضَرب".
قال أبو جهاد: شلون يعني موال ضرب؟
قلت: بيكون في الموال معاني استهزاء مبطنة من أفراد شلة أو بوطة تانية. واللي صار إنه في شاب اسمه "أبو كمال" حط إيده على إدنه وصاح موال ضرب سبعاوي قال فيه:
يا أصَوَراً لا تخف- راعي المخيفة وَطَسْ- لا تندمن عَ اللي مضى- كم شاف متلك وطَس- من صغر سنه حمش- من يوم يومه وِطَسْ- راحوا الحبايب يا شباب بعيد- ما شفتهم بفرح ما شفتهم بِعيد- ضليت إحكي أنا بقول الحكي وبعيد- من هجركم صاحبي- صارت همومي وطس.
ضحك الحاضرون، وقال أبو ماهر: هادا بالفعل موال ضرب، لأنه بيضرب ع العصب.
قلت: وعلى مبدأ المتل القائل (اللي فيه شوكة بتنخزه)، وقفوا أفراد الشلة المجاورة، وكل واحد منهم شال كرسي، وبلشوا يخبطوا بعضهم مع أفراد الشلة اللي صاحت الموال، وبعد شوي ما عاد حدا يعرف مين عم يضرب مين في هالعرس الميمون، واشتغل إطلاق النار، وشلة فتح الله مع بطل قصتنا أبو نادر ما قدروا يطلعوا من المخرج الرئيسي للعرس، لأن الاشتباكات هناك كانت على أشدها، فاضطروا ينطوا من فوق الكراسي والطاولات، لحتى صاروا خارج مكان العرس، وبلشوا يدخلوا بين زواريب قرية أم زرزور، على غير هدى، وأخيراً صاروا برات القرية. أبو عنتر نصحهم إنهم في الوقت الحاضر ما يطلعوا ع الطريق العام، لأن المتشاجرين ممكن يكونوا لاحقين بعضهم، وبالغلط يضربوا ويصيبونا.. هون، ورغم مأساوية الموقف طلب منهم أبو نادر إنهم يوقفوا ويقربوا لعنده..
فلما اجتمعوا قال:
- أنا هلق اكتشفت اكتشاف ما بيقل عن اكتشاف العالم اللي كان متسطح في البانيو وصاح وَجَدْتُها. برأيكم أخونا أبو عنتر كيف عرف إنه اللي عم يتشاجروا ممكن يلحقوا بعضهم ع الطريق العام؟
سألوه: كيف؟
قال: من كتر مانه حضران عراس وصاير فيها مواويل ضرب وبعدها مشاجرات، وهوي هربان من العرس متل كلب الصيد، صار عنده خبرة. وأنا كمان. هلق هاي أول مرة بحضر مشاجرة وبهرب من العرس متل الكلب، بس على عرس عرسين تلاتة بيصير عندي خبرة. ومنصير خيو قبلما نجي ع العرس منقعد بين بعضنا ومنرسم خطة طوارئ نظامية. أي نعم.
قال أبو الجود: أبداً. بدك الصراحة يا ست حنان؟ اللي عم يصير معي هو عكس الاشتياق.. وبظن إنه إذا بتطول أزمة الكورونا راح إستعيد شبابي، وإخلص من هالعلقة معها.
قالت أم الجود: إذا بقي أبو الجود عم يحكي راح ينزع لكم السهرة.. كنتوا عم تحكوا لنا قصص كويسة وبتضحك، بينما أبو الجود ما عنده غير قصص الفقر والنحس والمقت. بتعرف يا أبو مرداس؟ هاد أبو نادر اللي كنت عم تحكي لنا عنه كتير ظريف. لما وصفت لنا استقبال صاحب العرس إلُه مع "شلة فتح الله" في ضيعة أم زرزور أنا فرطت من الضحك!
قلت: معك حق، بس أنا خايف تملوا، لأن قصة السفرة تبع قرية أم زرزور طويلة، وفيها عدة فصول. لكن أحلى شي هوي جو العرس نفسه.
قال أبو ماهر: من لما عملنا مجموعة الاتصال تبع الماسنجر أنا قلت إنه اللي بيمل، أو بينشغل، بإمكانه يعمل خروج. ومع ذلك ما حدا عم يغيب ولا حدا عم يطلع من المكالمة.
قال أبو محمد: يا أستاذ نحن بالحجر الصحي طول النهار منكون ملانين ومتضايقين، ولما منلتقي ومنسمع حكاياتكم عم نغير جو ومننبسط. بقى كيف خطر لك إنه ممكن نمل؟ تفضل كمل قصتك.
قلت: أنا حكيت لكم سابقاً إنه أكتر شي بينفُر منه أبو نادر هوي منظر جلوس مجموعات من الشباب في العرس على شكل مجموعات (بُوَط)، وكل مجموعة أو (بوطة) بتكون حاطة قدامها أصّ مزروع بالحبق، إضافة للفستق المملح، وبعض الفواكه، وأبريق مي، وكؤوس بلاستيك، وأفراد كل مجموعة بيكونوا متلاحمين ومتضامنين مع بعضهم ضد المجموعات التانية.. ما فينا نقول إنه الجو في العرس مكهرب من الأساس، ولكن ممكن يتكهرب في أي لحظة، وإذا تكهرب يا ساتر..
قالت أم زاهر: شي غريب. ناس رايحين ع العرس لحتى يسهروا وينبسطوا، معقولة تصير بيناتهم مشاكل خطيرة لهالدرجة؟
قال كمال: أنا بلشت إفهم السبب اللي خلى أبو نادر يعاهد نفسه ما يروح على الأعراس، وإنه إذا راح بيصير من حق أم نادر تضربه بالشحاطة. بالفعل هادا جو مزعج.
قلت: وبما إنه الجو قابل لإنه يتكهرب في أي لحظة، بتلاقي صاحب العرس عم يدور على المعازيم ويسلم عليهم، وبيحاول يمتدحهم، أهلين أبو فلان وتحياتي أبو علان.. وبيوزع عليهم المناديل أو السيوف والتروس الخاصة بالدبكة، ولسانه ما بيهدا وهوي عم يشكرهم: الله يفرحنا بشبابكم، على راسي الشباب.. إلى آخره. المهم هلق وصلنا للحادثة اللي صارت في العرس، وخربطت مزاج الحاضرين كلهم..
قالت أم ماهر: أيوه. يعني هلق جينا. تفضل إحكي لنا.
قلت: المطرب اللي متعاقد معه صاحب العرس هوي الوحيد اللي بيحق له يصيح مواويل ويغني، لكن في الأعراس بيصير في بعض الأحيان خرق لهالقاعدة، فلما المطرب بيتعب وبده ياخد استراحة، بيصيروا بعض الحاضرين بيدندنوا بشي أغنية، وإذا كان في بينهم واحد صوته مقبول بيعطوه الميكروفون اللاسلكي، وعازف العود بيرافقه بالعزف، وبيستمر هالشي لوقت ما ينتهي المطرب من استراحته. بهيك حالات في شغلة وحدة مخيفة، وهيي إنه يصير تنافس بين مجموعتين (بوطتين) وكل مجموعة بدها تظهر المطرب تبعها، وفي بعض الأحيان بيصيح واحد من هالشباب "موال ضَرب".
قال أبو جهاد: شلون يعني موال ضرب؟
قلت: بيكون في الموال معاني استهزاء مبطنة من أفراد شلة أو بوطة تانية. واللي صار إنه في شاب اسمه "أبو كمال" حط إيده على إدنه وصاح موال ضرب سبعاوي قال فيه:
يا أصَوَراً لا تخف- راعي المخيفة وَطَسْ- لا تندمن عَ اللي مضى- كم شاف متلك وطَس- من صغر سنه حمش- من يوم يومه وِطَسْ- راحوا الحبايب يا شباب بعيد- ما شفتهم بفرح ما شفتهم بِعيد- ضليت إحكي أنا بقول الحكي وبعيد- من هجركم صاحبي- صارت همومي وطس.
ضحك الحاضرون، وقال أبو ماهر: هادا بالفعل موال ضرب، لأنه بيضرب ع العصب.
قلت: وعلى مبدأ المتل القائل (اللي فيه شوكة بتنخزه)، وقفوا أفراد الشلة المجاورة، وكل واحد منهم شال كرسي، وبلشوا يخبطوا بعضهم مع أفراد الشلة اللي صاحت الموال، وبعد شوي ما عاد حدا يعرف مين عم يضرب مين في هالعرس الميمون، واشتغل إطلاق النار، وشلة فتح الله مع بطل قصتنا أبو نادر ما قدروا يطلعوا من المخرج الرئيسي للعرس، لأن الاشتباكات هناك كانت على أشدها، فاضطروا ينطوا من فوق الكراسي والطاولات، لحتى صاروا خارج مكان العرس، وبلشوا يدخلوا بين زواريب قرية أم زرزور، على غير هدى، وأخيراً صاروا برات القرية. أبو عنتر نصحهم إنهم في الوقت الحاضر ما يطلعوا ع الطريق العام، لأن المتشاجرين ممكن يكونوا لاحقين بعضهم، وبالغلط يضربوا ويصيبونا.. هون، ورغم مأساوية الموقف طلب منهم أبو نادر إنهم يوقفوا ويقربوا لعنده..
فلما اجتمعوا قال:
- أنا هلق اكتشفت اكتشاف ما بيقل عن اكتشاف العالم اللي كان متسطح في البانيو وصاح وَجَدْتُها. برأيكم أخونا أبو عنتر كيف عرف إنه اللي عم يتشاجروا ممكن يلحقوا بعضهم ع الطريق العام؟
سألوه: كيف؟
قال: من كتر مانه حضران عراس وصاير فيها مواويل ضرب وبعدها مشاجرات، وهوي هربان من العرس متل كلب الصيد، صار عنده خبرة. وأنا كمان. هلق هاي أول مرة بحضر مشاجرة وبهرب من العرس متل الكلب، بس على عرس عرسين تلاتة بيصير عندي خبرة. ومنصير خيو قبلما نجي ع العرس منقعد بين بعضنا ومنرسم خطة طوارئ نظامية. أي نعم.