02 سبتمبر 2024
هزليات السياسة الأسدية (8)
تمكن "أبو الجود" من رسم الدهشة على وجوه الحاضرين في جلسة "الإمتاع والمؤانسة" المنعقدة بمدينة إسطنبول خلال تقديمه شخصية الرفيق فواز أمين شعبة الحزب على أنه شخص شريف، ومناضل بعثي حقيقي.
أعلمنا أنه عرض على فواز فكرةَ مساعدة الأستاذ نزار رئيس بلدية قريته للوصول إلى عضوية مجلس الشعب مقابل رشوة محرزة، فرفضها بإباء، وشمم، ولم يكتف بذلك بل هدد وتوعد وحلف بشرفه القومي العروبي على أنه سيَحُولُ دون وصول الرفيق نزار إلى قائمة الجبهة الوطنية التقدمية، وسيعاقبه مسلكياً، وربما يفصله من الحزب فصلاً لا عودة عنه، لأنه فكر، مجردَ تفكير، بأن الرفاق البعثيين يقبضون الرشاوى، ويخونون العهد..
علق أبو الجود على القصة قائلاً: أنا لما سمعتْ هادا الحكي ما اهتميتْ، وقلت لحالي إذا بيصيرْ نزارْ عضو مجلسْ الشعبْ أو ما بيصير متل فردة صباطي اليمينية اللي كل مدة بتنبعجْ من تَحْتْ، وبالشتي بتدخلْ المياهْ تبع المطرْ لجواتْها، ولما بمشي بتصيرْ بتقول فشّ فشّ فش.. وبتبقى بتفشْ وبتغرِّقْ فردةْ الجوربْ لحتى آخدْها لعندْ الإسكافي أبو منهلْ وأقول له: دَبّرْهَا بمعرفتكْ يا معلمْ..
قال أبو جهاد بنزق: فهمنا، بتاخدْها لعند أبو منهل، وبيركّبْ لها نصّْ نَعْلْ، وبتبطّلْ تمرّقْ مياهْ وتفشّ، طيب وبعدين؟
قال أبو الجود: في البداية صَحّْ، كنتْ كلما أروحْ لعندْ أبو منهل يصلّحْ لي الفَرْدة ويناولني إياها، وأنا ألبسها وأمشي فيها بشوارعْ ضيعتنا وراسي مرفوعْ متل اللي محرر مية سنتمتر مربع من الجولان، بس بآخرْ مرة رحتْ لعندُه اختلفْ الوضعْ. مسك الفردة بإيديه التنتينْ وصارْ يقلّبْهَا يمينْ ويسارْ ولفوق ولتحتْ ويقربها من وجهه ويتفحصها، وبالأخيرْ شَلَفْهَا لبرات الدكان وقال لي: يا أخي حِلّ عني إنته وفردة صباطك.. روح اشتري صباطْ جديدْ وخَلّصْنَا..
أعلمنا أنه عرض على فواز فكرةَ مساعدة الأستاذ نزار رئيس بلدية قريته للوصول إلى عضوية مجلس الشعب مقابل رشوة محرزة، فرفضها بإباء، وشمم، ولم يكتف بذلك بل هدد وتوعد وحلف بشرفه القومي العروبي على أنه سيَحُولُ دون وصول الرفيق نزار إلى قائمة الجبهة الوطنية التقدمية، وسيعاقبه مسلكياً، وربما يفصله من الحزب فصلاً لا عودة عنه، لأنه فكر، مجردَ تفكير، بأن الرفاق البعثيين يقبضون الرشاوى، ويخونون العهد..
علق أبو الجود على القصة قائلاً: أنا لما سمعتْ هادا الحكي ما اهتميتْ، وقلت لحالي إذا بيصيرْ نزارْ عضو مجلسْ الشعبْ أو ما بيصير متل فردة صباطي اليمينية اللي كل مدة بتنبعجْ من تَحْتْ، وبالشتي بتدخلْ المياهْ تبع المطرْ لجواتْها، ولما بمشي بتصيرْ بتقول فشّ فشّ فش.. وبتبقى بتفشْ وبتغرِّقْ فردةْ الجوربْ لحتى آخدْها لعندْ الإسكافي أبو منهلْ وأقول له: دَبّرْهَا بمعرفتكْ يا معلمْ..
قال أبو جهاد بنزق: فهمنا، بتاخدْها لعند أبو منهل، وبيركّبْ لها نصّْ نَعْلْ، وبتبطّلْ تمرّقْ مياهْ وتفشّ، طيب وبعدين؟
قال أبو الجود: في البداية صَحّْ، كنتْ كلما أروحْ لعندْ أبو منهل يصلّحْ لي الفَرْدة ويناولني إياها، وأنا ألبسها وأمشي فيها بشوارعْ ضيعتنا وراسي مرفوعْ متل اللي محرر مية سنتمتر مربع من الجولان، بس بآخرْ مرة رحتْ لعندُه اختلفْ الوضعْ. مسك الفردة بإيديه التنتينْ وصارْ يقلّبْهَا يمينْ ويسارْ ولفوق ولتحتْ ويقربها من وجهه ويتفحصها، وبالأخيرْ شَلَفْهَا لبرات الدكان وقال لي: يا أخي حِلّ عني إنته وفردة صباطك.. روح اشتري صباطْ جديدْ وخَلّصْنَا..
ضحك الحاضرون وقال الأستاذ كمال: والله يا أبو الجودْ إنه السهرة معك بتسوى دَهَبْ أحمرْ. كنتْ عَمْ تحكي لنا عَنْ أمينْ الشعبة والرفيق نزارْ، صرتْ تحكي على فردة صباطَكْ، وجذبتْ اهتمامْنا بشكلْ مُدْهِشْ.
قال أبو زاهر الذي يكره البعثيين بشدة: نفس الشي. أنا شايف كل الشخصيات اللي كان أبو الجود عم يحكي عنهم صبابيط بتمرّقْ المي وبتقول فش فش فش!
قال أبو محمد: واشتريتْ صَبَّاطْ جديدْ بوقتها؟
قال أبو الجود: أنا أكترْ شي بيضحكني في الحياة كلمة اشتري، أو اشترى، أو بدك تشتري، أو لازم تشتري.. إذا كان بعمري ما لقيت في جيبي خمس ورقات من وين بدي إشتري صباطْ جديدْ؟
قال أبو ماهر بعدما تمكن من التوقف عن الضحك: لكان شو عملتْ؟
قال أبو الجود: أولْ شي هجمتْ على أبو منهل بطريقة إما قاتلْ أو مقتولْ، مسكتْ راسُه بإيديّ التنتين، وصرت أبوسه، وقلتْ له: والله معك حَقّْ يا أبو منهلْ، لأنه هيك صباطْ ما عاد في منه أملْ، صاير متل الزلمة الختيارْ المكحكح اللي بيكونْ معه شي عشرينْ مَرَضْ، بيحطوه بالمستشفى أربعْ خمسْ أيامْ وهني عم يحللوا له، ويصوروا له، ويعاينوه، وينظروا لُه، وبيشربوه أدوية وبيعلقوا له سيرومات، وبالأخيرْ بيقولوا الدكاترة لأهله (خدوه ع البيت وديروه ع القبلة وادعوا له).. المهم أبو منهل على قد ما ترجيته قال لي: يا أبو الجود عطيني من الأخير، أشو قصدكْ؟ قلت له: دقيقة، وطلعتْ لبراتْ الدكانْ، جبت فردة الصباطْ وحطيتها قدامُه على طاولة الشغلْ (الدَسْكَا)، وقلت له: هاي المرة بترجاك تصلحها، خلينا نقول للمرة الأخيرة، وبما إني نحنا صحابْ وولادْ بلدْ وولادْ حارة بدك تصلحْ لي إياها صَدَقَة عن روحْ والدك الله يرحمه، لأني ما معي إدفعْ لكْ ولا قرشْ.. وبالفعل صلحها..
وشفط أبو الجود شفطة قوية من كأس الشاي وقال: بتحبوا إحكي لكم شغلة أحلى من هاي؟
قلت: طبعاً منحب. تفضل.
قال: بقي هادا الصباطْ في الخدمة ليومْ التقينا أنا والرفيق نزارْ في البلدية وعطاني خمسمية ليرة دفعة ع الحسابْ بعدما تعهدت له بأني أحكي مع أمين الشعبة منشانُه، بوقتها رحت دغري ع السوقْ، اشتريتْ صباطْ جديد.
قال أبو زاهر: على ذكر فردة الصباط، شو صار مع الرفيق نزارْ؟
قال أبو الجود: أنا لما بهدلني أمين الشعبة وعمل لي درس في الوطنية لمتْ نفسي وقلتْ لحالي (إنته شو بدك من هالعلاك؟)، بصراحة أنا حكيتْ كرمال الخمسمية ليرة اللي عطاني ياها نزار.. المهم، لما رجعتْ ع الضيعة رحتْ لعندْ نزارْ وحكيتْ لُه اللي صار معي، فقال لي: ولا يهمك يا أبو الجود، بسيطة، قلت له: وبالنسبة للخمسمية ليرة أنا تصرفتْ فيها، وان شاالله لما يصير معي مصاري في المستقبل برجع لك إياها، فقال لي الخمسمية ليرة على قفا صباطَكْ يا جاري، أنا ما راح إستردها منك، إنته زلمة طيب وحباب وخدوم، وما قصرت معي.
قال أبو إبراهيم: مع ذلك ما عرفنا شو صار بعدين؟
قال أبو الجود: دارت الأيامْ ومرتْ الأيام، وبينما أنا قاعد في البيت وعم إتخانق مع أختكم أم الجودْ كالعادة، سمعتْ صوتْ طبلْ وزَمْرْ ع البيدرْ. وأنا متلما بتعرفوا بحب الرقص والدبكة، فبلشت إدبك قدام أم الجود..
قالت لي: يقصف عمركْ يا زوجي، بينطبق عليك المتل تبعْ القوم اللي كلما أفلسوا بينطربوا.. وطلعتْ أنا من بابْ البيت وركضت لحتى وصلتْ عالبيدر ونزلت بين الشبابْ وصرت إدبُكْ، وفي لحظة من اللحظات، بعدما نخيت لتحتْ، نطيتْ لفوق، قام وقع بصري على صورة معلقة ع الحيط فيها شي خمسطعش زلمة وتلات نسوان، وكان بين هالزلام صورة للأستاذ نزار حاطين حواليها دائرة بقلم أحمرْ، أنا صار عندي فضول، صرت إدبك وإتحرك باتجاه الصورة، وبحلقتْ فيها، لقيت مكتوب عليها من فوق عبارة (قائمة مرشحي الجبهة الوطنية التقدمية لمجلس الشعب).. وجوات الدائرة الحمرا صورة الأستاذ نزار، وتحتها مكتوب مرشح عن باقي قطاعات الشعب..
قال أبو محمد: وما عرفت شلون صار هيك؟
قال أبو الجود: بوقتها ما كنت بعرف، لأني كنت عم إدبك. بس بعدين عرفت. طبعاً بدي إحكي لكم أيش اللي صار وبالتفصيل.
قال أبو زاهر الذي يكره البعثيين بشدة: نفس الشي. أنا شايف كل الشخصيات اللي كان أبو الجود عم يحكي عنهم صبابيط بتمرّقْ المي وبتقول فش فش فش!
قال أبو محمد: واشتريتْ صَبَّاطْ جديدْ بوقتها؟
قال أبو الجود: أنا أكترْ شي بيضحكني في الحياة كلمة اشتري، أو اشترى، أو بدك تشتري، أو لازم تشتري.. إذا كان بعمري ما لقيت في جيبي خمس ورقات من وين بدي إشتري صباطْ جديدْ؟
قال أبو ماهر بعدما تمكن من التوقف عن الضحك: لكان شو عملتْ؟
قال أبو الجود: أولْ شي هجمتْ على أبو منهل بطريقة إما قاتلْ أو مقتولْ، مسكتْ راسُه بإيديّ التنتين، وصرت أبوسه، وقلتْ له: والله معك حَقّْ يا أبو منهلْ، لأنه هيك صباطْ ما عاد في منه أملْ، صاير متل الزلمة الختيارْ المكحكح اللي بيكونْ معه شي عشرينْ مَرَضْ، بيحطوه بالمستشفى أربعْ خمسْ أيامْ وهني عم يحللوا له، ويصوروا له، ويعاينوه، وينظروا لُه، وبيشربوه أدوية وبيعلقوا له سيرومات، وبالأخيرْ بيقولوا الدكاترة لأهله (خدوه ع البيت وديروه ع القبلة وادعوا له).. المهم أبو منهل على قد ما ترجيته قال لي: يا أبو الجود عطيني من الأخير، أشو قصدكْ؟ قلت له: دقيقة، وطلعتْ لبراتْ الدكانْ، جبت فردة الصباطْ وحطيتها قدامُه على طاولة الشغلْ (الدَسْكَا)، وقلت له: هاي المرة بترجاك تصلحها، خلينا نقول للمرة الأخيرة، وبما إني نحنا صحابْ وولادْ بلدْ وولادْ حارة بدك تصلحْ لي إياها صَدَقَة عن روحْ والدك الله يرحمه، لأني ما معي إدفعْ لكْ ولا قرشْ.. وبالفعل صلحها..
وشفط أبو الجود شفطة قوية من كأس الشاي وقال: بتحبوا إحكي لكم شغلة أحلى من هاي؟
قلت: طبعاً منحب. تفضل.
قال: بقي هادا الصباطْ في الخدمة ليومْ التقينا أنا والرفيق نزارْ في البلدية وعطاني خمسمية ليرة دفعة ع الحسابْ بعدما تعهدت له بأني أحكي مع أمين الشعبة منشانُه، بوقتها رحت دغري ع السوقْ، اشتريتْ صباطْ جديد.
قال أبو زاهر: على ذكر فردة الصباط، شو صار مع الرفيق نزارْ؟
قال أبو الجود: أنا لما بهدلني أمين الشعبة وعمل لي درس في الوطنية لمتْ نفسي وقلتْ لحالي (إنته شو بدك من هالعلاك؟)، بصراحة أنا حكيتْ كرمال الخمسمية ليرة اللي عطاني ياها نزار.. المهم، لما رجعتْ ع الضيعة رحتْ لعندْ نزارْ وحكيتْ لُه اللي صار معي، فقال لي: ولا يهمك يا أبو الجود، بسيطة، قلت له: وبالنسبة للخمسمية ليرة أنا تصرفتْ فيها، وان شاالله لما يصير معي مصاري في المستقبل برجع لك إياها، فقال لي الخمسمية ليرة على قفا صباطَكْ يا جاري، أنا ما راح إستردها منك، إنته زلمة طيب وحباب وخدوم، وما قصرت معي.
قال أبو إبراهيم: مع ذلك ما عرفنا شو صار بعدين؟
قال أبو الجود: دارت الأيامْ ومرتْ الأيام، وبينما أنا قاعد في البيت وعم إتخانق مع أختكم أم الجودْ كالعادة، سمعتْ صوتْ طبلْ وزَمْرْ ع البيدرْ. وأنا متلما بتعرفوا بحب الرقص والدبكة، فبلشت إدبك قدام أم الجود..
قالت لي: يقصف عمركْ يا زوجي، بينطبق عليك المتل تبعْ القوم اللي كلما أفلسوا بينطربوا.. وطلعتْ أنا من بابْ البيت وركضت لحتى وصلتْ عالبيدر ونزلت بين الشبابْ وصرت إدبُكْ، وفي لحظة من اللحظات، بعدما نخيت لتحتْ، نطيتْ لفوق، قام وقع بصري على صورة معلقة ع الحيط فيها شي خمسطعش زلمة وتلات نسوان، وكان بين هالزلام صورة للأستاذ نزار حاطين حواليها دائرة بقلم أحمرْ، أنا صار عندي فضول، صرت إدبك وإتحرك باتجاه الصورة، وبحلقتْ فيها، لقيت مكتوب عليها من فوق عبارة (قائمة مرشحي الجبهة الوطنية التقدمية لمجلس الشعب).. وجوات الدائرة الحمرا صورة الأستاذ نزار، وتحتها مكتوب مرشح عن باقي قطاعات الشعب..
قال أبو محمد: وما عرفت شلون صار هيك؟
قال أبو الجود: بوقتها ما كنت بعرف، لأني كنت عم إدبك. بس بعدين عرفت. طبعاً بدي إحكي لكم أيش اللي صار وبالتفصيل.