02 سبتمبر 2024
هزليات السياسة الأسدية (9)
القصة التي مَهَّدَ لها "أبو الجود" في مطلع جلسة "الإمتاع والمؤانسة" أثارتْ فضولَنا إلى حد أن الأستاذ كمال حينما مُدَّتْ سفرة الطعام لم يأكل سوى بضع لقيمات، وحمل كأس الشاي وغادر السفرة وقال لأبي الجود:
- خيو، أبو الجود، بصراحة أنا بَلَغْتْ قمة الاندهاش من الشي اللي حكيت لنا اياه، لذلك بدي إمشي معك خطوة خطوة: أنت حكيتْ مع أمينْ الشعبة الرفيقْ فوازْ منشانْ يساعدْ الرفيق نزارْ حتى يصيرْ عضو مجلس الشعبْ مقابلْ رشوة محرزة. صار هالشي ولا لأ؟
قال أبو الجود وهو يأكل بشراهة: طبعاً صار.
قال كمال: والرفيق فوازْ بَهْدَلَكْ، وألقى عليك خطابة في الشرفْ والوطنية ومحاربة الفساد، بعدينْ القصة نامتْ، وإنته ظنيت إنه الرفيقْ نزارْ أقلعْ عن فكرة الترشحْ لمجلس الشعبْ خلال هاي الدورة البرلمانية، لاكنْ قبل الانتخابات بيومينْ إنته عرفتْ إنه اسمْ الرفيق نزارْ موجودْ في قائمة الجبهة، وكان محتفل بهالمناسبة لأن الرفاق البعثيين والشيوعيين والناصريين بيحتفلوا بصدور قائمة الجبهة لأنه هالشي بيعني إنه بعد يومينْ راحْ تصيرْ انتخاباتْ شكلية، وراحْ ينجحوا كلهم بدون استثناء، حتماً..
قال أبو الجود: كلامك دهب.
قال كمال: وإنته لما شفت الناس عم تدبك دَقَّكْ الحماسْ وشاركتْ معهم، وأثناء الدبكة شفتْ إسم نزار موجود في القائمة.. طيب؛ بتحسنْ تفهمني شلونْ نزلْ اسم الرفيق نزار في القائمة؟
لم يجب أبو الجود عن سؤال كمال قبل أن يشبع بشكل نهائي، ووقتها أخذ كاس الشاي ورجع إلى حيث كان يجلس قبل الطعام، وأشعل سيجارة، وقال:
- المشكلة أنا صَدَّقْتْ، بهداكا الوقتْ، إنه أمين الشعبة فواز بعثي شريفْ، بيرفضْ الرشاوي، وبيحاربْ الفسادْ، ومخلص لمبادئ حزبْ البعثْ. لاكن الشي اللي عرفته بعدين هوي إنه الرفيقْ فوازْ قَرَّرْ، بعدما أنا التقيتْ فيه بيومين، إنه يعملْ جولة تفقدية على الأريافْ، منشانْ يلتقي بالفعالياتْ الحزبية والنقابية والجماهيرية، ويقوم بتنشيطْ العملية الانتخابية، ويدعم توجهات القيادة القطرية، ويأكدْ على ضرورة انتخابْ قائمة الجبهة لأنها بتعبّرْ عن تلاحم القوى الوطنية الحقيقية مع القيادة الحكيمة..
والرفاق في الأرياف كانوا يعملوا لأمين الشعبة استقبالْ حامي، ويجيبوا الطبل والزمر والدبيكة متل العادة.. لاكن، لما أجا دور ضيعتنا، راحْ فوازْ وحدُه، من دون مرافقة، وما رضي يعملوا له احتفالية، والتقى بالأستاذ نزار رئيس البلدية على انفرادْ، وحكى معه بالعربي الفصيحْ (المشرمحي) بخصوص الرشوة اللي عَرَضْهَا عليه عن طريقي أنا.. ونزارْ ما أنكرْ الموضوعْ، وقال لفواز: أنا بعت لك خبر مع ابن ضيعتنا "أبو الجود"، ومتأمل إنك ما تخجلني. بدك الصراحة يا رفيق فواز؟ أنا قلت لحالي "خَلّي ياكلْها السَبْعْ، ولا ياكلْها الضَبْعْ"، سأله الرفيق فواز: أيش بتقصد؟ قال له نزار: أنا بعرف إنُّه كل مرشح من المرشحين تبعْ أحزاب الجبهة بيدبّرْ حاله مع الأمين العام تَبَعْ حزبُه، أما نحنا البعثيينْ فصعبْ كتيرْ إنه ينحطّ إسمْ الواحدْ منا في القائمة من دون ما يفتّْ عِمْلة.. فإذا إنته مستعدّْ لهالموضوعْ خلينا نحكي على "بساطْ أحمدي"، وكمان بالمشرمحي. أخي، قلْلِي من الأخيرْ: قديشْ بتكلفـني هالشغلة؟
دهش الحاضرون مما سمعوا، وقال أبو ماهر: هادا ابن ضيعتكم نزار مبينْ عليه واحد داهية.
قال أبو الجود: قبلما يشتغل بالسياسة كان نص أجدب، بس خيو لما دخل في الجو تعلم، وصار داهية. المهم إنه أمين الشعبة شرحْ للرفيق نزارْ إنه العملية بتكلّفْ كتيرْ، لأنه المبلغْ راحْ يتوزعْ عَ القياداتْ، وقال له بصراحة إذا أنا بقترحْ اسمك من دون ما إتفق مع عضوْ الفرعْ المختصْ وأمين الفرع بيروحْ إسمك عَ القيادة في الشام وبيرجَعْ مع عدمْ الموافقة، وبتكون ضيعت الفرصة على حالك بشكل نهائي.
قال أبو زاهر: الرفاق البعثيين يا أخي أبو ماهرْ مخضرمين بالرشاوي. تفضل أبو الجود، كمل حكايتك.
قال أبو الجود: أنا اكتشفت إنه الرفيق نزارْ أكترْ واحدْ مخضرم، لأنه اشتغل على طريقة التجّارْ. إنته إذا بتقول للتاجر ابعتْ لي بضاعة، وبعد كام يوم بحول لك مصاري، بيقلك: روح عمي، خَيّطْ بغير هاي المسلة، إذا بدك نبقى صحاب ادْفَاعْ مصاري واستلم البضاعة، أنا ما بنام بره. كمان نزار ما بينامْ بره، لهيك قال للرفيق فواز: المصاري موجوداتْ بالحفظْ والصونْ، لاكنْ أنا بدي ضمانة.. إذا بتخليني أقابلْ الرفيق أمين الفرع وجه لوجه وهوي بيعطيني ضمانة شفهية إنه راح ينزل إسمي بقائمة الجبهة، منجي دغري لهون وبسلمك المصاري كاشْ، وفوقهم حبة مسكْ بشواربكْ. حاولْ أمينْ الشعبة يخليه يتنازلْ عن هادا الشرط، ما رضي نزار، فقال له: ماشي. أنا بشوفْ الرفيقْ أمينْ الفرعْ وبخبرك.
قال أبو محمد: والله قصة كويسة. وأيش صار بعدين؟
قال أبو الجود: اللي فهمته خلال الفترة اللي اشتغلت فيها بالشعبة إنُّه الرفاق كلهم لما بيرتشوا بياخدوا احتياطاتهم الكاملة، منشان هيك مستحيل تلاقي تلاتة قاعدين مع بعضهم وعم يحكوا بالرشوة. تنين بس! المهم تاني يوم اتصل أمين الشعبة بنزار وقال له الرفيقْ أمين الفرع منتظرك في مكتبه الساعة تمانة المسا. طبعاً راحْ نزارْ، ودخل لعند أمين الفرعْ، وكان عند أمين الفرع عدد كبير من الضيوفْ.
قال أبو إبراهيم: أكيد راح يستنى لحتى ينصرفوا الضيوفْ، ويشوفُه على انفراد.
قال أبو الجود: أنا متلك، كنتْ مفكر إنه راح يتصرف هيك. بس اللي صار، بحسبْ ما حكوا لي بعض الشباب، إنه أمينْ الفرعْ استقبل نزار بحفاوة، وقال بصوت عالي: أهلاً بمرشحْنا الرفيقْ نزارْ. وبلش يحكي للحاضرين إنه القيادة اختارت الرفيق نزار لعضوية مجلس الشعب لأنه رجل عصامي، وشغيل، ومؤمن بمبادئ البعث وأهدافه، ومخلص للقيادة الحكيمة، وهوي في الأخير من هَالشعب، وأكيد راح يكون في المجلس من أشد المدافعين عن حقوق الشعب.
ونزل اسمه بالقائمة، وصار عضو مجلس الشعب بالفعل.
- المشكلة أنا صَدَّقْتْ، بهداكا الوقتْ، إنه أمين الشعبة فواز بعثي شريفْ، بيرفضْ الرشاوي، وبيحاربْ الفسادْ، ومخلص لمبادئ حزبْ البعثْ. لاكن الشي اللي عرفته بعدين هوي إنه الرفيقْ فوازْ قَرَّرْ، بعدما أنا التقيتْ فيه بيومين، إنه يعملْ جولة تفقدية على الأريافْ، منشانْ يلتقي بالفعالياتْ الحزبية والنقابية والجماهيرية، ويقوم بتنشيطْ العملية الانتخابية، ويدعم توجهات القيادة القطرية، ويأكدْ على ضرورة انتخابْ قائمة الجبهة لأنها بتعبّرْ عن تلاحم القوى الوطنية الحقيقية مع القيادة الحكيمة..
والرفاق في الأرياف كانوا يعملوا لأمين الشعبة استقبالْ حامي، ويجيبوا الطبل والزمر والدبيكة متل العادة.. لاكن، لما أجا دور ضيعتنا، راحْ فوازْ وحدُه، من دون مرافقة، وما رضي يعملوا له احتفالية، والتقى بالأستاذ نزار رئيس البلدية على انفرادْ، وحكى معه بالعربي الفصيحْ (المشرمحي) بخصوص الرشوة اللي عَرَضْهَا عليه عن طريقي أنا.. ونزارْ ما أنكرْ الموضوعْ، وقال لفواز: أنا بعت لك خبر مع ابن ضيعتنا "أبو الجود"، ومتأمل إنك ما تخجلني. بدك الصراحة يا رفيق فواز؟ أنا قلت لحالي "خَلّي ياكلْها السَبْعْ، ولا ياكلْها الضَبْعْ"، سأله الرفيق فواز: أيش بتقصد؟ قال له نزار: أنا بعرف إنُّه كل مرشح من المرشحين تبعْ أحزاب الجبهة بيدبّرْ حاله مع الأمين العام تَبَعْ حزبُه، أما نحنا البعثيينْ فصعبْ كتيرْ إنه ينحطّ إسمْ الواحدْ منا في القائمة من دون ما يفتّْ عِمْلة.. فإذا إنته مستعدّْ لهالموضوعْ خلينا نحكي على "بساطْ أحمدي"، وكمان بالمشرمحي. أخي، قلْلِي من الأخيرْ: قديشْ بتكلفـني هالشغلة؟
دهش الحاضرون مما سمعوا، وقال أبو ماهر: هادا ابن ضيعتكم نزار مبينْ عليه واحد داهية.
قال أبو الجود: قبلما يشتغل بالسياسة كان نص أجدب، بس خيو لما دخل في الجو تعلم، وصار داهية. المهم إنه أمين الشعبة شرحْ للرفيق نزارْ إنه العملية بتكلّفْ كتيرْ، لأنه المبلغْ راحْ يتوزعْ عَ القياداتْ، وقال له بصراحة إذا أنا بقترحْ اسمك من دون ما إتفق مع عضوْ الفرعْ المختصْ وأمين الفرع بيروحْ إسمك عَ القيادة في الشام وبيرجَعْ مع عدمْ الموافقة، وبتكون ضيعت الفرصة على حالك بشكل نهائي.
قال أبو زاهر: الرفاق البعثيين يا أخي أبو ماهرْ مخضرمين بالرشاوي. تفضل أبو الجود، كمل حكايتك.
قال أبو الجود: أنا اكتشفت إنه الرفيق نزارْ أكترْ واحدْ مخضرم، لأنه اشتغل على طريقة التجّارْ. إنته إذا بتقول للتاجر ابعتْ لي بضاعة، وبعد كام يوم بحول لك مصاري، بيقلك: روح عمي، خَيّطْ بغير هاي المسلة، إذا بدك نبقى صحاب ادْفَاعْ مصاري واستلم البضاعة، أنا ما بنام بره. كمان نزار ما بينامْ بره، لهيك قال للرفيق فواز: المصاري موجوداتْ بالحفظْ والصونْ، لاكنْ أنا بدي ضمانة.. إذا بتخليني أقابلْ الرفيق أمين الفرع وجه لوجه وهوي بيعطيني ضمانة شفهية إنه راح ينزل إسمي بقائمة الجبهة، منجي دغري لهون وبسلمك المصاري كاشْ، وفوقهم حبة مسكْ بشواربكْ. حاولْ أمينْ الشعبة يخليه يتنازلْ عن هادا الشرط، ما رضي نزار، فقال له: ماشي. أنا بشوفْ الرفيقْ أمينْ الفرعْ وبخبرك.
قال أبو محمد: والله قصة كويسة. وأيش صار بعدين؟
قال أبو الجود: اللي فهمته خلال الفترة اللي اشتغلت فيها بالشعبة إنُّه الرفاق كلهم لما بيرتشوا بياخدوا احتياطاتهم الكاملة، منشان هيك مستحيل تلاقي تلاتة قاعدين مع بعضهم وعم يحكوا بالرشوة. تنين بس! المهم تاني يوم اتصل أمين الشعبة بنزار وقال له الرفيقْ أمين الفرع منتظرك في مكتبه الساعة تمانة المسا. طبعاً راحْ نزارْ، ودخل لعند أمين الفرعْ، وكان عند أمين الفرع عدد كبير من الضيوفْ.
قال أبو إبراهيم: أكيد راح يستنى لحتى ينصرفوا الضيوفْ، ويشوفُه على انفراد.
قال أبو الجود: أنا متلك، كنتْ مفكر إنه راح يتصرف هيك. بس اللي صار، بحسبْ ما حكوا لي بعض الشباب، إنه أمينْ الفرعْ استقبل نزار بحفاوة، وقال بصوت عالي: أهلاً بمرشحْنا الرفيقْ نزارْ. وبلش يحكي للحاضرين إنه القيادة اختارت الرفيق نزار لعضوية مجلس الشعب لأنه رجل عصامي، وشغيل، ومؤمن بمبادئ البعث وأهدافه، ومخلص للقيادة الحكيمة، وهوي في الأخير من هَالشعب، وأكيد راح يكون في المجلس من أشد المدافعين عن حقوق الشعب.
ونزل اسمه بالقائمة، وصار عضو مجلس الشعب بالفعل.