"أراب أيدول" الفلسطيني
لا يُعرف تماماً عدد المبدعين الفلسطينيين داخل الأرض المحتلة أو خارجها. لم تحصهم أي جهة رسمية أو غير رسمية. لكن هل المشاركة في برنامج "أراب أيدول" للمواهب الغنائية يُعد إبداعاً؟
كان لافتاً الحديث الأخير للرئيس الفلسطيني محمود عباس، حول مشاركة عشرة فلسطينيين في هذا البرنامج عبر شاشة "إم بي سي". أدرج أبو مازن المشاركة في إطار الفن والثقافة والتحفيز على الإبداع، وبكل تأكيد الغناء مهمة جليلة، إذا كانت في خانة الرسالة الوطنية أو الإنسانية. هذا الدور أدته فرقة "العاشقين" التاريخية، لكن ظهورها بات نادراً اليوم.
لكن من يتذكر اليوم الفنان الفلسطيني الكبير عبدالله حداد؟ لماذا لم تقدم السلطة الفلسطينية على أي خطوة لإنقاذ "العاشقين" من الضياع والتفتت، بعدما حملت الذكرى وحمت الذاكرة للثورة الفلسطينية؟
لماذا لا تجدد أغاني حداد، أو يبنى مسرح يحمل اسمه؟ وهذا يتطابق كثيراً مع شعراء فلسطينيين كبار كتبوا الأغاني الفلسطينية، غير أنهم تُركوا لمصيرهم مثل سعيد مزين (كاتب النشيد الفلسطيني ونشيد الثورة)، وصاحب "طل سلاحي من جراحي" صلاح الدين الحسيني، وشاعر الثورة إبراهيم صالح، المعروف بـ"أبو عرب"، وكاتب "بإيدي رشاشي" حسيب القاضي، ملحن الثورة مهدي سردانة، وغيرهم الكثير.
أسماء وشخصيات قدمت الكثير ولم تطلب سوى القليل، ولم يعرف أحد بوفاتهم في مستشفيات المنافي من دون أي تكريم.
وإن كان الغناء مجال الإبداع والفن، فماذا عن الإبداع العلمي والأدبي في المجالات الأخرى؟ ومن المسؤول عن عشرات المخترعين الفلسطينيين الموجودين في غزة لوحدها؟
مما لا شك فيه أن الصوت والأغنية لهما أهمية في المراحل النضالية، لكن من الأهمية وضع خطة فلسطينية متكاملة لكل المواهب الفلسطينية في كل المجالات، ولا ننتظر برنامجاً ترفيهياً يعتمد على "التصويت التجاري" لإبراز مواهب كثيرة ومتعددة.