02 سبتمبر 2024
الحنونة المناوبة ست الحبايب
في برنامج "لم الشمل" على تلفزيون سورية تحدثت يوم 21 مارس/ آذار عن أغنية فايزة أحمد ست الحبايب التي أبدعها الشاعر الغنائي الكبير حسين السيد وموسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب قبل ستين سنة، وبالتحديد في سنة 1958.
ما كتبه حسين السيد يوحي بأن الأم تتعامل مع أبنائها بصفة يمكن أن نسميها صفة (الحنونة المناوبة)... فالمغنية تقول لأمها، في أحد المقاطع:
ما كتبه حسين السيد يوحي بأن الأم تتعامل مع أبنائها بصفة يمكن أن نسميها صفة (الحنونة المناوبة)... فالمغنية تقول لأمها، في أحد المقاطع:
أنام وتسهري
وتباتي تفكري
وتصحي من الأدان
وتجي تْشَقَّري.
هذا الوضع يذكرني بحكاية قديمة يعود تاريخها إلى أواسط الستينيات، حيث أمي، أم طارق بدلة، كانت تقوم بدور "الحنونة المناوبة على أكمل وجه". ففي ذات ليلة صيفية، والحر خانق. ولم يكن يوجد من أدوات التكييف يومها أي شيء. نمنا في الغرفة الكبيرة التي ننام فيها عادة. وبينما نحن نيام كانت أمي تشقر (وتجي تشقري)، أي تتفقد عشيرتها الصغيرة، فلاحظت أن وجوهنا متعرقة من الحر، ففعلت التالي:
حملت فرشة ونقلتها إلى أرض الديار، ثم حملت فرشة ثانية، ثم ثالثة، ثم شرعت تنقلنا نحن الأربعة (خطيب - عبد الحميد - مجد - دريد) إلى أرض الديار واحداً واحداً، ففي أرض الديار الجو أكثر اعتدالاً وتهب أحياناً نسيمات باردة منعشة. ثم نقلت فرشتها، وتسطحت قربنا لتنام.
ولكن، ولأنها (الحنونة المناوبة) فقد بقيت عيناها تجولان في محيط نومنا، وفجأة لمحت عقرباً يقترب منا. خافت. وقفت. حملت الشحاطة وضربته. قتلته. ولكنها بعد ذلك لم تستطع النوم، خافت أن يكون للعقرب أسرة عقربية تؤذينا، فنقلتنا، ونقلت فرشاتنا إلى الداخل، وأغلقت الباب، فباعتقادها أن الحر يمكن احتماله، وأما لدغة العقرب فقاتلة.
وتباتي تفكري
وتصحي من الأدان
وتجي تْشَقَّري.
هذا الوضع يذكرني بحكاية قديمة يعود تاريخها إلى أواسط الستينيات، حيث أمي، أم طارق بدلة، كانت تقوم بدور "الحنونة المناوبة على أكمل وجه". ففي ذات ليلة صيفية، والحر خانق. ولم يكن يوجد من أدوات التكييف يومها أي شيء. نمنا في الغرفة الكبيرة التي ننام فيها عادة. وبينما نحن نيام كانت أمي تشقر (وتجي تشقري)، أي تتفقد عشيرتها الصغيرة، فلاحظت أن وجوهنا متعرقة من الحر، ففعلت التالي:
حملت فرشة ونقلتها إلى أرض الديار، ثم حملت فرشة ثانية، ثم ثالثة، ثم شرعت تنقلنا نحن الأربعة (خطيب - عبد الحميد - مجد - دريد) إلى أرض الديار واحداً واحداً، ففي أرض الديار الجو أكثر اعتدالاً وتهب أحياناً نسيمات باردة منعشة. ثم نقلت فرشتها، وتسطحت قربنا لتنام.
ولكن، ولأنها (الحنونة المناوبة) فقد بقيت عيناها تجولان في محيط نومنا، وفجأة لمحت عقرباً يقترب منا. خافت. وقفت. حملت الشحاطة وضربته. قتلته. ولكنها بعد ذلك لم تستطع النوم، خافت أن يكون للعقرب أسرة عقربية تؤذينا، فنقلتنا، ونقلت فرشاتنا إلى الداخل، وأغلقت الباب، فباعتقادها أن الحر يمكن احتماله، وأما لدغة العقرب فقاتلة.