07 نوفمبر 2018
دلالات كشف الاحتلال لأنفاق المقاومة ميدانياً
الكشف عن أنفاق المقاومة خلال الأشهر الأخيرة عن طريق تكنولوجيا خاصة بكشف الأنفاق لا يبدو مجرد كلام، ولا يمكن أن تغامر "إسرائيل" على لسان زعيمها الأول وعلى ألسنة المستوى الأمني الأول فيها بفضيحة علمية ستنكشف سريعا؛ بيد أنه من المعقول أن ثمة تقدما بحثيا علميا ربما لا يزال في بداياته، وبالتأكيد لا يزال قاصرًا عن تقديم حلول قطعية ويواجه الكثير من الصعوبات والمعضلات ومحدودية القدرات.
أي عمل بشري يحتمل نسبا معينة من الخطأ، وعمليات حفر الأنفاق يدخل فيها الخطأ البشري والعوامل الطبيعية، من تربة وأمطار وغيرها من متابعة أمنية واستخبارية، فالاكتشافات الأخيرة مبنية على الأمور التكنولوجية الناقصة والجانب الاستخباري وعمليات الرصد والمتابعة التي بدونها لن تكون وسائلهم التكنولوجية ذات فاعلية. مشكلة الأنفاق لم تنته بعد، وأن التكنولوجيا الأخيرة وبعكس الشائع في وسائل الإعلام لم تحل المشكلة بشكل كامل، كل ذلك يؤكد وجود دلالات وأهداف أخرى للعدو من إعلانه المتكرر عن اكتشاف نفق هنا ونفق هناك. ومن خلال متابعتي البحثية لأنفاق المقاومة وإعلانات العدو المتكررة عن اكتشاف الأنفاق، يمكننا ملاحظة النقاط التالية:
أي عمل بشري يحتمل نسبا معينة من الخطأ، وعمليات حفر الأنفاق يدخل فيها الخطأ البشري والعوامل الطبيعية، من تربة وأمطار وغيرها من متابعة أمنية واستخبارية، فالاكتشافات الأخيرة مبنية على الأمور التكنولوجية الناقصة والجانب الاستخباري وعمليات الرصد والمتابعة التي بدونها لن تكون وسائلهم التكنولوجية ذات فاعلية. مشكلة الأنفاق لم تنته بعد، وأن التكنولوجيا الأخيرة وبعكس الشائع في وسائل الإعلام لم تحل المشكلة بشكل كامل، كل ذلك يؤكد وجود دلالات وأهداف أخرى للعدو من إعلانه المتكرر عن اكتشاف نفق هنا ونفق هناك. ومن خلال متابعتي البحثية لأنفاق المقاومة وإعلانات العدو المتكررة عن اكتشاف الأنفاق، يمكننا ملاحظة النقاط التالية:
• الاحتلال يريد تأمين رعب مضاد يحتاج إليه أمام رعب الأنفاق الهجومية، وخلق حالة إحباط لدى العاملين بالأنفاق والحاضنة الشعبية للمقاومة، ويزيد المخاطرة المادية التي تتكبّدها المُقاوَمَة مع كل نفق يحفر، كأنه يرسي المعادلة الآتية: إن كان كل نفق هجومي تقدر كلفته من عمال ومواد بمئات الآلاف أو الملايين من الدولارات، فهو بعد إنشاء العائق الأرضي يكشف في دقائق من دون كلفة إضافية.
• يهدف الاحتلال من ذلك أن تتردد المقاومة وتتباطأ في بناء الأنفاق طالما شعرت أن الاحتلال الإسرائيلي قد أوجد الحل السحري لمشكلة الأنفاق الاستراتيجية.
• محاولة منه لتأليب الرأي العام العالمي على المقاومة من خلال الحديث عن استثمار ملايين الدولارات في حفر الأنفاق، بدلا من استثمار هذه الأموال في التخفيف من معاناة سكان القطاع. وفي هذا الإطار، يقوم الاحتلال بتنظيم جولات للمبعوثين والسفراء الدوليين على الأنفاق المكتشفة، آخرها كانت جولة لمبعوث الرئيس الأميركي للسلام جيسون غرينبلات.
• غالبا ما تكون الأنفاق المكتشفة إما إنفاقا قديمة تم استخدامها خلال معارك المقاومة مع الاحتلال أو أنفاقا اكتشفت منذ فترة نتيجة لعوامل الطبيعة أو الجهد الاستخباري الميداني على الأرض، ولكن العدو يختار أوقاتا محددة لاستثمار اكتشافها ميدانيا، وهذا كان واضحا في اكتشاف نفق رفح الأخير. وهنا يقول أليكس فيشمان، المحلل العسكري الإسرائيلي: "في إسرائيل، كان لديهم معرفة حول النفق الذي حفر تحت معبر كيرم شالوم، ولكن في الآونة الأخيرة كانت الظروف مواتية لتحييده، والمعلومات حوله واردة منذ عدة أشهر، وربما كانت الأطراف المهتمة في المنطقة مهتمة بانتظار تدمير هذا النفق، والعمل في الوقت المناسب الذي يخدم أي غرض عسكري أو سياسي"، واليوم من الواضح أن من أهداف تحديد هذا الوقت للإعلان عن اكتشاف نفق جباليا هو التأثير على مسيرة العودة الكبرى عبر تغيير الرواية التي باتت تسيطر على العالم حول سلمية هذه المسيرات.
• يحاول الاحتلال عبر الدعاية الكبيرة تعزيز الجبهة الداخلية، لا سيما طمأنة أولئك الذين يطاولهم تهديد الأنفاق، والبحث عن شركاء دوليين في مجال الاستثمار في أبحاث تكنولوجيا الأنفاق، حيث يلاحظ تركيزا كبيرا على حجم الإنفاق الإسرائيلي الكبير على الأبحاث الخاصة بهذه التكنولوجيا.
• من الممكن أن تكون لاستعراض إسرائيل لقدراتها في مجال الأنفاق أهداف اقتصادية تتعلق برغبتها في تشغيل صناعاتها العسكرية من خلال تصدير أسلحتها، الأمر الذي تعتبره استمرارا لدبلوماسيتها الهادفة لإنشاء تعاون وتحالف مع العديد من دول العالم، فهي تهدف لتسويق منظومة أمنية جديدة تعتبرها رائدة في محاربة سلاح الأنفاق. ولقد أشار ليبرمان إلى هذا المعنى قبل أيام في تصريحه لمراسل يديعوت أحرنوت بأن دولا عديدة طلبت معلومات، ولكن إسرائيل لا ترغب حاليا في بيع هذه التكنولوجيا لحين إكمالها، على حد زعمه.
المقاومة عبر الأنفاق تجاوزت كثيرًا من الصعوبات، وأظهرت أنها قادرة على الإبداع والتكيف مع ظروف أي معركة يفرضها العدو، أو نتيجة الظروف الميدانية الصعبة والظروف السياسية التي لها علاقة بالجوار، سواء من قبل العدو، أو من قبل الأشقاء، كالحصار الذي يفرض على غزة، ما جعلها تبدع في إيجاد وسائل تعتبر في المفاهيم والقراءات التي درسناها شبه مستحيلة. المقاومة بالتأكيد تمكنت من حفر عدد غير قليل من الأنفاق الهجومية ذات قدرات قتالية مختلفة.
بالمقابل نلحظ أن المقاومة لم تظهر حتى هذه اللحظة أي نوع من أنواع الخوف أو الإرباك أو التردد في المضي قدما في تطوير مشروع الأنفاق، ويظهر موقف المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة من الادعاءات الإسرائيلية السابقة ذكاء معينا، حيث لم تستدرج للرد على هذه الادعاءات بالنفي أو التأكيد، ولم تسهم بذلك في تعزيز الدعاية الإسرائيلية، وبالمقابل أظهرت المقاومة ثباتا ووضوحا في موقفها من استمرار مشروع المقاومة بكل أدواتها واعتمادها على سلاح الأنفاق الاستراتيجي للدفاع عن غزة.
• يهدف الاحتلال من ذلك أن تتردد المقاومة وتتباطأ في بناء الأنفاق طالما شعرت أن الاحتلال الإسرائيلي قد أوجد الحل السحري لمشكلة الأنفاق الاستراتيجية.
• محاولة منه لتأليب الرأي العام العالمي على المقاومة من خلال الحديث عن استثمار ملايين الدولارات في حفر الأنفاق، بدلا من استثمار هذه الأموال في التخفيف من معاناة سكان القطاع. وفي هذا الإطار، يقوم الاحتلال بتنظيم جولات للمبعوثين والسفراء الدوليين على الأنفاق المكتشفة، آخرها كانت جولة لمبعوث الرئيس الأميركي للسلام جيسون غرينبلات.
• غالبا ما تكون الأنفاق المكتشفة إما إنفاقا قديمة تم استخدامها خلال معارك المقاومة مع الاحتلال أو أنفاقا اكتشفت منذ فترة نتيجة لعوامل الطبيعة أو الجهد الاستخباري الميداني على الأرض، ولكن العدو يختار أوقاتا محددة لاستثمار اكتشافها ميدانيا، وهذا كان واضحا في اكتشاف نفق رفح الأخير. وهنا يقول أليكس فيشمان، المحلل العسكري الإسرائيلي: "في إسرائيل، كان لديهم معرفة حول النفق الذي حفر تحت معبر كيرم شالوم، ولكن في الآونة الأخيرة كانت الظروف مواتية لتحييده، والمعلومات حوله واردة منذ عدة أشهر، وربما كانت الأطراف المهتمة في المنطقة مهتمة بانتظار تدمير هذا النفق، والعمل في الوقت المناسب الذي يخدم أي غرض عسكري أو سياسي"، واليوم من الواضح أن من أهداف تحديد هذا الوقت للإعلان عن اكتشاف نفق جباليا هو التأثير على مسيرة العودة الكبرى عبر تغيير الرواية التي باتت تسيطر على العالم حول سلمية هذه المسيرات.
• يحاول الاحتلال عبر الدعاية الكبيرة تعزيز الجبهة الداخلية، لا سيما طمأنة أولئك الذين يطاولهم تهديد الأنفاق، والبحث عن شركاء دوليين في مجال الاستثمار في أبحاث تكنولوجيا الأنفاق، حيث يلاحظ تركيزا كبيرا على حجم الإنفاق الإسرائيلي الكبير على الأبحاث الخاصة بهذه التكنولوجيا.
• من الممكن أن تكون لاستعراض إسرائيل لقدراتها في مجال الأنفاق أهداف اقتصادية تتعلق برغبتها في تشغيل صناعاتها العسكرية من خلال تصدير أسلحتها، الأمر الذي تعتبره استمرارا لدبلوماسيتها الهادفة لإنشاء تعاون وتحالف مع العديد من دول العالم، فهي تهدف لتسويق منظومة أمنية جديدة تعتبرها رائدة في محاربة سلاح الأنفاق. ولقد أشار ليبرمان إلى هذا المعنى قبل أيام في تصريحه لمراسل يديعوت أحرنوت بأن دولا عديدة طلبت معلومات، ولكن إسرائيل لا ترغب حاليا في بيع هذه التكنولوجيا لحين إكمالها، على حد زعمه.
المقاومة عبر الأنفاق تجاوزت كثيرًا من الصعوبات، وأظهرت أنها قادرة على الإبداع والتكيف مع ظروف أي معركة يفرضها العدو، أو نتيجة الظروف الميدانية الصعبة والظروف السياسية التي لها علاقة بالجوار، سواء من قبل العدو، أو من قبل الأشقاء، كالحصار الذي يفرض على غزة، ما جعلها تبدع في إيجاد وسائل تعتبر في المفاهيم والقراءات التي درسناها شبه مستحيلة. المقاومة بالتأكيد تمكنت من حفر عدد غير قليل من الأنفاق الهجومية ذات قدرات قتالية مختلفة.
بالمقابل نلحظ أن المقاومة لم تظهر حتى هذه اللحظة أي نوع من أنواع الخوف أو الإرباك أو التردد في المضي قدما في تطوير مشروع الأنفاق، ويظهر موقف المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة من الادعاءات الإسرائيلية السابقة ذكاء معينا، حيث لم تستدرج للرد على هذه الادعاءات بالنفي أو التأكيد، ولم تسهم بذلك في تعزيز الدعاية الإسرائيلية، وبالمقابل أظهرت المقاومة ثباتا ووضوحا في موقفها من استمرار مشروع المقاومة بكل أدواتها واعتمادها على سلاح الأنفاق الاستراتيجي للدفاع عن غزة.