هل يتعاقد برشلونة مع جدي؟!

26 مايو 2020
+ الخط -
منذ مدة طويلة للغاية والفريق الكتالوني ليس بأفضل حال، ولعلنا نتذكر ما حدث في روما بعد أن ودع الفريق دوري أبطال أوروبا بشكل مفاجئ ومأساوي؛ وبهزيمة ثقيلة لم يكن أشد المتشائمين ولا المتفائلين يتوقعها، ولكنها حدثت؛ وقلنا لا بد أن الحظ العاثر قد واجههم، ولكن بعد ذلك وفي نفس الدور سيخرج نادي برشلونة على يد لفربول، فبعد فوز بثلاثية نظيفة في الكامب-نو، انهزم الفريق برباعية تناوب على تسجيلها كل من أوريغي وفيلاندوم البديل الذهبي.

وفي مباراة الكلاسيكو الأخيرة، وهي واحدة من بين أسوأ مباريات البرسا خلال هذا العام أو على الأقل شوطها الثاني هو الأسوأ، بدا الفريق عاجزاً تماماً وفاقدا للتركيز، وكأن البرسا الذي نزل برسا آخر غير الذي لعب الشوط الأول، فمن القدرة على امتصاص الضغط بالتمريرات القصيرة إلى خسارة الكرة وبسرعة والتخبط الواضح في وسط الملعب، والذي تجلى بوضوح في لقطة اصطدم فيها الثنائي دي يونغ وآرثر ميلو، لقطة تختزل معاناة البرسا في الشوط الثاني، ومن المعروف أن البرسا وخاصة خط وسطه بإمكانه الخروج من الضغط بسهولة مع امتلاكهم لاعباً بحجم وقيمة سيرجيو بوسكيتش، الأمر الذي لم نره في الشوط الثاني بسبب كثافة لاعبي الريال، وضغطهم العالي على هذا اللاعب الذي فقد الكثير من بريقه.

فلم تنفع مهارات ميسي؛ ولا شجاعة شتيغن في إنقاذ البرسا، ولا نفعهم غريزمان ولا سينفعهم غيره، ولو جمع الفريق كل نجوم العالم.


مشكلة البرسا الأساسية تكمن في إدارة النادي، فهذه الإدارة كان لها الدور الحاسم في وصول البرسا إلى هذا المستوى السيئ، والذي باتت فيه كل الفرق تسعى للنيل منه، ولم تعد الفرق الصغيرة تحترم تاريخه، وصار البرسا شأنه شأن باقي الفرق، وبذلك فقد البرسا أهم ما كان يساعده في الانتصار، فقد الفريق هيبته وشخصيته التي راكمها عبر تاريخه العريق.

وهذا التاريخ سيحاسب القائمين على الفريق وعلى رأسهم رئيس النادي؛ والذي وكأنه أقسم باليمين على تدمير الفريق، وهذا الأمر الذي سجلته منذ أن عمد إلى ترك البرازيلي نيمار لقمة سائغة للباريسيين بعد أن رفض مطالبه، والتي قد تراها براغماتية ولكنها من زاوية أخرى منطقية للغاية، ودليله ما يقدمه اللاعب للفريق من دعم في وقت الشدة ولعل مباراة "الريمونتادا" خير دليل، ولكن النادي فرط فيه واستقدم الغاني بواتينغ في صفقة مضحكة أقل ما يقال عنها إن برهان على كون النادي يتخبط، فهو يفرط في الشباب ويستقدم العجائز.

في خبر تتداوله الصحف الأوربية مذ مدة طويلة، يسعى البرسا للتعاقد مع البوسني "ميراليم بيانتش" لاعب السيدة العجوز؛ البالغ من العمر الثلاثين سنة (مواليد 2 أبريل/نيسان 1990). اهتمام البرسا الحالي ليس الأول باللاعب فمنذ سنتين أو أكثر أبدى الكتالوني إعجابه باللاعب، لم يفلح حينها في ضمه، واتجه نحو لاعبين آخرين، وتوجهت أبحاث ودراسات البرسا عن لاعب يعوض رحيل إنيستا وشافي؛ فقد تعاقد الفريق -كما هو معروف- مع كل من الهولندي "دي يونغ" والبرازيلي "آرثر"، وكلاهما في عز الشباب، فآرثر لم يتجاوز الثالثة والعشرين ربيعاً بعد، ولحق دي يونغ به منذ مدة، ولكن رغم عنفوان الشباب وحماسة اللاعبين الجدد، ورغم أن ميسي صرح منذ مدة أن آرثر فاجأه بأدائه، ولهذا اعتبره أفضل صفقة، إلا أن الآمال المعقودة على اللاعبين خابت، وخاصة وأن الفريق في وسط الملعب بدا تائهاً في أكثر من مباراة، ولهذا وصلت الإدارة إلى قرار سيغير هذا الواقع، فما هو يا ترى؟

القرار يقضي برحيل آرثر ميلو إلى يوفنتوس مقابل قدوم بيانتش إلى البرسا، وهو الحل السحري الذي يراه كل من برتميو رئيس النادي، والفرنسي أبيدال المكلف بإدارة الصفقات، هذا الأخير وكأنه لم يلعب كرة القدم في حياته ولا عرف أساسياتها وفلسفتها، التي تقضي بدعم الشباب والوقوف بجانبهم لا استقدام العجائز -مع احترامنا لبيانتش-، والتي تقول بأن إنيستا وشافي كانا لاعبين من الدرجة الثانية، وكادا يغادران النادي لولا مشيئة الله التي قضت بأن نشاهد أحد أهم ما حفلت بهم المستديرة، فمن الأولى اللاعب الشاب أم العجوز؟

ولكن بالنظر للصفقات التي عقدها البرسا مؤخراً يبدو أن العجوز أفضل، وإيماناً بهذا الأمر؛ أقترح من هذا المنبر على النادي الكتالوني التعاقد مع جدي، فهو رغم كبره -بارك الله في عمره- إلا أنه قد يعود بالمنفعة على البرسا، وخاصة أنه يجيد اللعب بكلتا القدمين، وسيشكل ثنائياً رائعاً رفقة ميسي، وبما أني مشجع للبرسا ووكيل أعمال جدي -من الآن- فلن يجد البرسا أي صعوبة في التعاقد معه، وخاصة وأني لم أتلق أي عرض آخر، أتمنى أن تقتنع الإدارة بالعرض، أو الجماهير فتضغط على الرئيس لتيسير الصفقة، التي أعدهم أنها ستضمن حصول البرسا على كل الألقاب على المستوى المحلي والأوربي، والعالمي وحتى على مستوى المجرة، إن تم العثور على كائنات فضائية تنشط في أحد دوريات المريخ لكرة القدم.