25 مايو 2020
أميركا وداء العنصرية... إلى أين؟
يبدو أن العنصرية في طريقها لأن تقْصِمَ ظهر العمّ سام ، الذي طالما تبَجَّحَ وتَسَيَّدَ العالم وتحَكَّمَ في مفاصله بمنطق القوة والسلاح.. اليوم يشهد هذا العالم الضعيف الذي طالما طأطأ الرأس وانحنى بخنوع وخضوع للعم السام خوفا ورهبة منه، و قدّم قَرابين لا تُحصى على حساب الشعوب المقهورة، في سبيل أن تقربه زُلفى من هذا العم المتسَلِّط.. يشهد تَهاوي هذه القوة العظمى أمام عنصرية أَكَلَتْ مِنْسَأَتَه التي حَقّق بها مَآرب شتَّى فخرَّبت الدُّول وأنهكت الشعوب حروبا وفقرا وجوعا..
لو كان بيننا اليوم مارتن لوثر كينغ الثائر ضد التمييز في حق المواطنين السود في أميركا، وبعد عقود من ثورته ضدّ التفرقة بينهم وبين البيض، سيدرك حتما أن أميركا لم تتخلّص يوما من لعنة العنصرية المَقِيتة التي كتَبَتْهَا لنفسها، ولا تعيش اليوم بقاياها فحسب، بل ما تزال معشّشّة في وِجدانها سلطة وشعبا. وهي التي -العنصرية- تفرض نفسها منطقا لترتيب مواطنيها درجات ، فلا حُظْوَة "للجنس الأسود" إلا بالدرجة الثانية، حتى وإن فرض نفسه يوما "سيّدا عليهم جميعا" كما حصل مع الرئيس السابق باراك أوباما.
حلم ترامب على كفّ عفريت
لو كان بيننا اليوم مارتن لوثر كينغ الثائر ضد التمييز في حق المواطنين السود في أميركا، وبعد عقود من ثورته ضدّ التفرقة بينهم وبين البيض، سيدرك حتما أن أميركا لم تتخلّص يوما من لعنة العنصرية المَقِيتة التي كتَبَتْهَا لنفسها، ولا تعيش اليوم بقاياها فحسب، بل ما تزال معشّشّة في وِجدانها سلطة وشعبا. وهي التي -العنصرية- تفرض نفسها منطقا لترتيب مواطنيها درجات ، فلا حُظْوَة "للجنس الأسود" إلا بالدرجة الثانية، حتى وإن فرض نفسه يوما "سيّدا عليهم جميعا" كما حصل مع الرئيس السابق باراك أوباما.
حلم ترامب على كفّ عفريت
الواضح أن حادثة مقتل جورج فلويد ستقْلب موازين السياسة في البيت الأبيض، وستسحب البساط من نَزيله الحالي "دونالد ترامب"، وتهوي بطموحه الجامِح في ولاية ثانية خصوصا عقب فشله الذريع في التعامل مع الاحتجاجات الكبرى المناهضة للتمييز العنصري، والتي يتسع نطاقها يوما بعد يوم، خصوصا عقب دعوته الجيش لتفريق المتظاهرين.
يقترن هذا الفشل مع سَقْطَة سابقة لترامب بعجزه عن تسيير أزمة كورونا، وتعليق شمّاعة فشله على الصين والفيروس القادم منها. حتما لم يعد لترامب ورقة أخرى يلعبها لإنقاذ ما تبقى من حظوظه للفوز مرة ثانية بكرسي البيت الأبيض فحلمه تبخر..
إن كانت العنصرية المَقِيتة ستعصِف بحلم ترامب، كتوقّع قريب، ولكن في المنظور البعيد هل سيتخلص المجتمع الأميركي من عقدة التفرقة بين الجنس الأسود والأبيض؟
إعادة تشكيل الصورة النمطية عن الجنس الأسود
قد تكون الأحداث الجارية في أميركا حاليا في صالح الجنس الأسود لتغيير الصورة الذهنية والنمطية أيضا التي رُسِمت لعقود عدة في أذهان العالم غربيا أكان أم عربيا، فهالة تمييز السود عن البيض غير مُقتصرة على الغرب فقط، بل تتسع لتجد مَوْطأ قدم لها لدى المجتمعات العربية أيضا.
فأما الغرب الذي طالما صدَّع رؤوسنا بالإيقاعات الصَّارخة للحرية وحقوق الإنسان يقف مشْدُوهًا أمام الحديث عن العرق الأسود وموطنه الوافد منه "أفريقيا"، كون النظرة الاستعلائية تسْكن أعماق ثقافة المجتمعات الغربية.
وأما العرب من المسلمين مثلا فرغم ما حثّ عليه القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة ، على أن الناس سواسية عند الله وأنه لا فرق بين أبيض ولا أسود إلا بالتقوى، إلا أنّ المنظومة المجتمعية في كثير من الدول العربية ما تزال تسْتَهْجن الجنس الأسود وتسلط عليه أقصى صور الإقصاء والتهميش.
لا تقع مسؤولية تشكيل الصورة النمطية تجاه العرق الأسود على المجتمعات وما تُوَرثُه لأجيالها، بل على وسائل الإعلام أيضا، خصوصا ما تعلق بالصناعة السينمائية التي تسوق العنصرية المَقيتة، التي من شأنها أن تحدث شرْخا عميقا داخل المجتمعات في وقت أضحى تماسكها مطلوبا.
لذا فإن تغيير الذهنيات تجاه فكرة التمييز العنصري في حق ذوي البشرة السوداء، والمعششة منذ زمن في عقول الكثير من على هذه الأرض، مسؤولية يتحملها الجميع بدءا بالقاعدة المجتمعية ومختلف الجهات المشرفة على صناعة ثقافتها.
يقترن هذا الفشل مع سَقْطَة سابقة لترامب بعجزه عن تسيير أزمة كورونا، وتعليق شمّاعة فشله على الصين والفيروس القادم منها. حتما لم يعد لترامب ورقة أخرى يلعبها لإنقاذ ما تبقى من حظوظه للفوز مرة ثانية بكرسي البيت الأبيض فحلمه تبخر..
إن كانت العنصرية المَقِيتة ستعصِف بحلم ترامب، كتوقّع قريب، ولكن في المنظور البعيد هل سيتخلص المجتمع الأميركي من عقدة التفرقة بين الجنس الأسود والأبيض؟
إعادة تشكيل الصورة النمطية عن الجنس الأسود
قد تكون الأحداث الجارية في أميركا حاليا في صالح الجنس الأسود لتغيير الصورة الذهنية والنمطية أيضا التي رُسِمت لعقود عدة في أذهان العالم غربيا أكان أم عربيا، فهالة تمييز السود عن البيض غير مُقتصرة على الغرب فقط، بل تتسع لتجد مَوْطأ قدم لها لدى المجتمعات العربية أيضا.
فأما الغرب الذي طالما صدَّع رؤوسنا بالإيقاعات الصَّارخة للحرية وحقوق الإنسان يقف مشْدُوهًا أمام الحديث عن العرق الأسود وموطنه الوافد منه "أفريقيا"، كون النظرة الاستعلائية تسْكن أعماق ثقافة المجتمعات الغربية.
وأما العرب من المسلمين مثلا فرغم ما حثّ عليه القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة ، على أن الناس سواسية عند الله وأنه لا فرق بين أبيض ولا أسود إلا بالتقوى، إلا أنّ المنظومة المجتمعية في كثير من الدول العربية ما تزال تسْتَهْجن الجنس الأسود وتسلط عليه أقصى صور الإقصاء والتهميش.
لا تقع مسؤولية تشكيل الصورة النمطية تجاه العرق الأسود على المجتمعات وما تُوَرثُه لأجيالها، بل على وسائل الإعلام أيضا، خصوصا ما تعلق بالصناعة السينمائية التي تسوق العنصرية المَقيتة، التي من شأنها أن تحدث شرْخا عميقا داخل المجتمعات في وقت أضحى تماسكها مطلوبا.
لذا فإن تغيير الذهنيات تجاه فكرة التمييز العنصري في حق ذوي البشرة السوداء، والمعششة منذ زمن في عقول الكثير من على هذه الأرض، مسؤولية يتحملها الجميع بدءا بالقاعدة المجتمعية ومختلف الجهات المشرفة على صناعة ثقافتها.