في المقابل، بدأ اهتمام الغرب بآثاره، وخاصة "قرآن النحو" منذ القرن الحادي عشر الميلادي، على يد مجموعة من علماء النحو الأندلسين من أمثال محمد بن يحيى الربّاحي، وهارون بن موسى، وعبد الله اليابوري، وابن خروف الإشبيلي.
"سيبويه بين أيادي المستشرقين والعرب" عنوان الكتاب الذي يجع بين دفتيه كيف تمّ تلقّي عالم النحو الفارسي شرقاً وغرباً، من تأليف أستاذ اللاهوت واللغة الفرنسي جون نيكولا درويل وتحقيق الباحث المصري يوسف السناري، وصدر حديثاً عن سلسلة "تراثنا" في "معهد المخطوطات العربية" في القاهرة.
تنقسم الدراسة إلى جزئين، الأول يمثّل عرضاً شاملاً لنشرات كتاب سيبويه، والأصول الخطية والمطبوعة التي اعتمد عليها أصحابها، والثاني بيان إحصائي بالبحوث والدراسات التي كُتبت عن كتاب سيبويه، وذلك بالاعتماد على الأعمال المسجَّلة في فهرست الكنديّ المعدِّ في موقع "معهد الدراسات الشرقية للآباء الدومنيكان" في العاصمة المصرية.
يشير التقديم إلى أنه ما بين عامي 1829 و2015، أخرجت المطابع الغربية والعربية في ستّ بلدان مختلفة عشر نشرات لكتاب سيبويه، سبع منها نشرات كاملة، وثلاث جزئية، وفي هذا الكتاب سيسلّط الضوء عليها، بالإضافة إلى الدراسات التي كُتبت عن كتاب سيبويه، والمبنية على الأعمال المسجلة في "فهرست الكندي" في "الدومنيكان".
يتعرّض الباحث إلى عدد من النسخ المحققة لسيبويه على يد العديد من الباحثين منهم الفرنسييْن سلفستر دي ساسي وديرينبور، والهندي كبير الدين أحمد، والمصريين محمود مصطفى وعبد السلام هارون ومحمد فوزي حمزة، واللبناني إميل بديع يعقوب، والعراقي محمد كاظم البكّاء، والروسييْن فلاديمير جرجاس وفكتور روزن، مبدياً ملاحظاته حول أسلوب كل واحد منهم في التحقيق، وما اعتراه من نقائص.
كما يقارن بين كلّ نسخة محقّقة وكيف أخذ أصحابها عن الأصول التراثية التي أخذوا عنها، وفي أي المكتبات وُجدت هذه الأصول، وكيف تمّ نقل بعضها إلى مكتبات أوروبية.