كما أضاءت تلك الإصدارات على ارتباط عالم الفيزياء الألماني (1879 – 1955) بزميلته على مقاعد الدراسة الصربية ميليفا ماريتش، وكيف انتهى بالطلاق عام 1919 بعد إنجابهما ثلاثة أطفال، وفي السنة نفسها تزوّج ابنة عمه إلسا التي رحلت سنة 1936، وحياته العاطفية بعد ذلك.
"آينشتاين في بوهيميا" عنوان الكتاب الذي صدر حديثاً عن "منشورات جامعة برنستون" في الولايات المتحدة للباحث ومؤرّخ العلوم مايكل دي. غوردين، يتتبّع خلاله البدايات المهنية الأولى لصاحب "النظرية النسبية" في مدينة براغ التشيكية، وكيف أثّرت على تفاعله مع العالم من حوله.
يقدّم الكتاب مسارين متوازيين، الأول يتعلق بالمدينة وثقافتها في بداية القرن العشرين، والثاني يتصل بالفيزيائي الألماني الذي عاش هناك مع عائلته الصغيرة لمدة ستة عشر شهراً فقط، بعد انتقاله من مدينة زيوريخ السويسرية، ما جعله يشعر بالتناقض الحاد بينها وبين براغ التي رغم جمالها الأخاذ إلا أن وصف سكّانها بأنهم سطحيون وغير صريحين وأن ثقافتهم "متخلّفة"، كما دوّن في مراسلاته.
ويشير غوردين إلى أنه في الرابع والعشرين من أيار/ مايو 1911، ألقى آينشتاين حديثاً موجزاً حول نظريته النسبية ضمن تجمع من المثقفين الألمان التقوا في منزل بيرتا فانتا، وهي امرأة مثقفة وكانت تهتمّ بالفلسفة، المطلّ على ساحة البلدة القديمة في براغ. كان فرانز كافكا حاضراً، لكن اجتماع هذين الشخصين المؤثرين في القرن العشرين لم يترك انطباعاً كبيراً على أيّ من الرجلين، لكن هذا اللقاء سيسفر عن صداقة سوف تجمعه بالروائي ماكس برود.
كما يوضّح الكاتب فإن براغ منحت آينشتاين مساحة لاستكشاف تفكيره في الجاذبية والنسبية، وتطوير الأفكار التي من شأنها في نهاية المطاف تغيير مسار حياته وعلمه، وذلك خلال سيره اليومي عبر جسر بالاتسكي باتجاه الجامعة، وكيف قضى وقت ضائعاً في أحلام اليقظة يفكّر بمبدأ التكافؤ.
في عام 1912 بدأ هانز ألبرت في الشعور بالتوترات الأولى في العلاقة بين والديه، بحسب الكتاب، حيث زار آينشتاين برلين للمرة الأولى وأعاد الاتصال مع ابنة عمه إلسا التي ستصبح زوجته الثانية، وفي غضون عام سيعود إلى زيوريخ حيث عُرض عليه عضوية "الأكاديمية البروسية للعلوم"، وكذلك العمل أستاذاً باحثًا في "جامعة برلين".