في شباط/ فبراير الماضي، افتتح "المعرض الدولي للسوريالية" في "غاليري كوداك" بالقاهرة كمحاولة لتجديد الحركة الثقافية التي انطلقت قبل نحو مئة عام من باريس بهدف التعبير عن العقل الباطن، واستطاعت أن تتجاوز الحدود، وتشكّل تيارات لها في مختلف أنحاء العالم ازدهرت حتى الحرب العالمية الثاتية.
على مدار السنوات السابقة، احتضنت مصر عدداً من المعارض التي تستعيد السورياليين المصريين، وفي مقدمتهم رمسيس يونان (1913 – 1966) الذي أسس "جماعة الفن والحرية"، وجورج حنين (1914-1973)، صديق الشاعر الفرنسي أندريه بروتون الذي ترتبط السريالية باسمه.
يستضيف "المعهد الفرنسي" في الإسكندرية جزءاً ثانياً من المعرض القاهري يحمل عنوان "أصداء السوريالية الثانية - متاهة الأحلام والألعاب"، الذي افتتح في السادس والعشرين من الشهر الماضي ويتواصل حتى العشرين من الشهر الجاري، وبالتزامن يُنظّم جانب من الفعاليات في العاصمة المجرية؛ بودابست.
يشارك في تنظيم المعرض مؤسسات مختلفة منها "بيت أندريه بروتون" بالعاصمة الفرنسية، و"جمعية الوردة المستحيلة"، و"نوت للإنتاج الفني"، و"سان سيرك لابوبي"، وغيرها من المجموعات التي لا تسعى إلى توثيق تاريخ الحركة وإطلاق نقاش حولها، يل إلى استكشاف مناخات لم تستثر سابقاً وترتبط بفنون الحضارات القديمة وما قبل التاريخ.
يجادل المنظّمون بأن السوريالية كاتت "تتطور باستمرار وتطور أدواتها وفلسفتها لتحرير الخيال البشري، حيث يظل اللعب الذهني للخيال من خلال الفن والأدب هو النشاط الأساسي الذي يقوم عليه تطور السوريالية"، وأنها لا تزال قادرة على تجديد نفسها بالرسم والشعر والفن الرقمي، بالإضافة إلى الألعاب والتقنيات السريالية التي تهدف إلى تحرير الكلمات والصور من قيود منطق الحياة اليومية.
يعتمد المعرض على تشكيل روابط جديدة من خلال إقامة ندوات وموائد حوار وعروض مسرحية وحفلات موسيقية وأمسيات شعرية، ومعارض فوتوغرافية وسلسلة ورش عمل مفتوحة بعنوان "الانزلاق الفرويدي" حول مسرح الأحلام والفن السوريالي و الكتابة السوريالية، وورش متخصّصة للأطفال.
من أهم الفعاليات المبرمجة عرض أربعين فيلماً قصيراً وهو ما يشير إليه بيان المنظّمين بكونه "نقطة تحول حقيقية لوعي المشاهد أو المتلقي في تحرير الخيال أو اللاوعي من خلال مشاهد مصوّرة أو ألعاب سوريالية داخل متاهة، فالاستمتاع وتحرير الخيال ودمجهم بشكل علمي مبسط للمتلقي له نتاج كبير في إضاءة المناطق المظلمة في اللاوعي وفتح الأبواب المغلقة لتحرير الخيال وفتح أبواب لترجمة لغة الأحلام بشكل حسي ومادي".