في نهاية ستّينيات القرن التاسع عشر، وضع الموسيقار الإيطالي جوزيبي فيردي (1813 - 1901) موسيقى "أوبرا عايدة" بطلب من حاكم مصر، الخديوي إسماعيل (1830 - 1895) الذي أراد الاحتفال بانتهاء حفر قناة السويس بعمل أوبرالي كبير تسند قصّتُه، من جهة أُخرى، حملته على إثيوبيا في الفترة بين 1868 و1876. لكنّ الأوبرا لم تُقدَّم في حفل افتتاح القناة عام 1869، بل بعد سنتَين من ذلك؛ إذ عُرضت لأوّل مرّة عام 1871 على مسرح "دار الأوبرا" القديمة في القاهرة، ثمّ عُرضت في العام التالي على "مسرح لاسكالا" في مدينة ميلانو الإيطالية.
يروي العمل، الذي يتوزّع على أربعة فصول، قصّة حبّ تنشأ بين عايدة؛ الأسيرة الحبشية وراداميس؛ قائد الجيش المصري، الذي سيحكم عليه فرعون مصر بالدفن حيّاً بتهمة الخيانة العُظمى، بعد محاولته الهرب مع محبوبته. وقد حقّقت الأوبرا، التي ألّف نصّها أنطونيو غيسلانزوني بالاستناد إلى قصّة لعالم المصريات الفرنسي أوغست ميريت، نجاحاً كبيراً، واستمرّ تقديمُها منذ ذلك الحين في مصر وخارجها بنُسخ مختلفة.
بالتزامُن مع مرور قرن ونصف على عرضها لأوّل مرّة، يُنتظَر أن تُعرض "أوبرا عايدة"، عند الثامنة من مساء اليوم الجمعة، على خشبة المسرح المكشوف في "الأكاديمية المصرية للفنون" بروما، بتنظيم من "دار الأوبرا المصرية"، التي أشارت إلى أنّ هذه هي المرّة الأُولى التي يجري فيها تقديم العمل في إيطاليا بفنّانين مصريّين.
يُخرج النسخة الجديدة هشام الطلّي، ويُشارك في أدائها عددٌ من فنّاني "فرقة أوبرا القاهرة"؛ من بينهم: السوبرانو إيمان مصطفى (عايدة)، وعماد عادل، وجولي فيظي، ورضا الوكيل، وأسامة علي، وعزّت غانم، وداليا فاروق. بينما صمّم الإضاءة ياسر شعلان، والديكور محمد عبد الرازق، والصوت خالد درويش.