"اتجاهات جديدة في الأدب التونسي" عنوان ندوة أُقيمت أمس الأربعاء ضمن فعاليات الدورة 36 من "معرض تونس الدولي للكتاب" التي تتواصل حتى الأحد المقبل، وكان سؤالها الرئيسي يتمحور حول وجود اتجاهات أدبية جديدة في تونس.
انقسمت الندوة إلى مسارين، أقيما في نفس التوقيت، الأول اعتنى بالشعر والثاني بالرواية، ضمن تقسيم يحجب تنوّع أشكال الكتابة في تونس، ويضعنا أمام تكريس لهيمنة بعض الأنماط التعبيرية.
في الندوة التي تناولت الشعر، شارك كل من: أشرف القرقني، وفتحي النصري، وسمير السحيمي، وعبد القادر العليمي، وسفيان رجب، فيما أدار الجلسة الشاعر آدم فتحي الذي طرح مجموعة من الأسئلة: هل نحن أمام اتجاهات جديدة في الشعر التونسي؟ وهل يمكن الحديث عن تيار في الشعر أو عن حركة أو مدرسة؟
ومما جاء في هذه الندوة اعتبار الأكاديمي والشاعر فتحي النصري أن هناك مجهودات طفيفة في فهم مسألة الاتجاهات الشعرية، لافتاً إلى أن ذلك عائد في كثير من الأحيان إلى التباسات يُفرزها المشهد الشعري ذاته، حيث يشير إلى أن كل اتجاه شعري ينسب نزعته إلى الحديث والجديد، لكن البيانات تتكرّر، وهي غير حديثة بالمعنى الدقيق للمصطلح. كما اعتبر النصري أن من طبيعة الشعراء أن يتطوّروا ويتغيّروا وأن "الشاعر قد يتجوّل بين نزعات شعرية مختلفة"، بحسب تعبيره.
من جهته، يرى عبد القادر العليمي وجود إشكال في المصطلح، مستشهداً بما حدث خلال الثلث الأول من القرن العشرين حين تكاثرت الاتجاهات الشعرية، في حين أن النزعة الذاتية هي ما كانت تحرّك الشعراء أكثر من الانخراط تحت مدرسة أو تيار، ومن هنا يَعتبر أن الشعر التونسي ليس شعر اتجاهات بقدر ما هو شعر نزعات.
أمّا الندوة الموازية، "اتجاهات جديدة في الرواية"، فقد شارك فيها كل من: آمنة الرميلي، وسامي مقدم، وحسونة مصباحي، والأزهر زنّاد، وشفيق طارقي، فيما أدارها الناقد محمد القاضي.