في ثقافتنا العربية، نطلق تسمية المجلّد على أعمال أدبية أو فكرية ضخمة إضافة إلى الكتب الدينية التي تعتمد أغلفة غير ورقية، ولكن فعل التجليد الذي ينتج هذه المجلّدات لا يقتصر على الكتب التي نريد أن نضفي عليها قداسة.
ذلك ما يشرحه معرض يقام حالياً، منذ بداية حزيران/ يونيو الماضي ويتواصل حتى تشرين الأول/ أكتوبر المقبل، في "مكتبة جامعة لورين" في مدينة نانسي الفرنسية، فمن خلال إضاءة تقنيات التجليد بين العصور يبرز المعرض أن إنتاج الكتاب كان إلى زمن طويل مرتبطاً بالتجليد حيث أن سماكة المواد المعتمدة للكتابة كان يفرض ذلك.
يجمع المعرض بين مواد بيداغوجية تحاكي تاريخ التجليد، وكتب قديمة تملكها المكتبة، تعود معظمها إلى العصور الوسطى الأوروبية وكان التجليد وقتها ضرورة حِرَفية من جهة، وأيضاً تعبيراً عن أهمية الكتب فلم يكن يُطبع وقتها إلا الكتب الثيولوجية.
يضيء المعرض كذلك البعد الفنّي الذي باتت تكتسبها الكتب المجلّدة حيث يجري تقديم عدد من الأعمال التشكيلية الحديثة التي استلهمت طرق التجليد عبر التاريخ، كما يكشف المعرض عن الحالات التي يكون فيها التجليد طريقة منهجية تعتمدها دور النشر المعاصرة في بعض الحالات للتعبير عن تاريخية أحد الإصدارات أو لإكسابه بعداً جمالياً.
يشير تقديم "مكتبة جامعة لورين" إلى أن هذا المعرض هو الجزء الأوّل من سلسلة معارض ستقيمها يتيح مجموعُها فهم تاريخ صناعة الكتاب من عدة وجوه؛ تقنية وثقافية وسوسيولوجية.