بعد غياب سنتين بفعل جائحة كورونا، ها هو "المهرجان الدولي لفيلم المرأة - بعيونهنّ" يعود للانتظام في الحمّامات التونسية، في الفترة الممتدّة من 12 إلى 16 تشرين الأوّل/ أكتوبر الجاري، وذلك في ثلاث فضاءات من المدينة: نابل، والحمّامات الشمالية، والجنوبية، بمشاركة صانعات وصانعي أفلام تونسيّين وأجانب.
المهرجان الذي انطلقت دورتُه الأُولى عام 2017، بإشراف "الجامعة التونسية لنوادي السينما"، استطاع أن يصبح منصّة لعرض أفلام تصنعها النساء، وأن يجعل منها محوراً لنقاشات ولقاءات تجمع المحترفين بالهُواة.
ومن الأهداف الأساسية لتظاهرة "بعُيونهنّ"، هو دعمُ المُخرجات للترويج لأعمالهنّ في بداية مشوارهنّ السينمائي، وفي هذا السياق تُقام "مسابقة الأفلام القصيرة" للمرّة الأُولى فيه، حيثُ تُعرَض مجموعة أفلام تتنافس على جائزتَي: "أفضل فيلم" و"أفضل أداء نسائي".
ويشارك في هذه النسخة 16 فيلماً من تونس وسورية والجزائر ومصر والمغرب وفلسطين والأردن. في حين تضمّ لجنة التحكيم كُلّاً من: نورة النفزي من تونس، وحسان كشاش من الجزائر، وميلاني إيردال من بريطانيا.
كما تُقام على هامش المهرجان إقامة فنّية لكتابة السيناريو يُديرها المُخرج المصري باسل رمسيس، ويشتغل فيها ضمن عدّة ورشات على السينما الوثائقية منخفضة التكاليف، وسينما المرجعية الذاتية وقضايا الجندر. أمّا المخرجة اللبنانية زينة دكّاش فتشتغل على مفهوم تغيير العقوبات السجنية وإيجاد عقوبات بديلة، إذ يمكن أن تُصنّف أعمالُها ضمن محور "العلاج بالدراما" الذي سبق أن قدّمت فيه أعمالاً مثل "12 لبناني غاضب"، و"يوميات شهرزاد"، و"السجناء الزرق".
إلى جانب ما سبق، تُقام طاولة مستديرة حول "القيمة الإبداعية للسيناريو في زمن"، كما يحضر الكاتب اللبناني إبراهيم العريس لمناقشة وتقديم كتابه "المرأة مستقبل السينما العربية". أمّا الجانب الاستعادي في المهرجان فيتمثّل في عرض مسيرة وأعمال المخرجة اللبنانية الراحلة رندة الشهّال (1953 - 2008) التي عُرِفَت بأفلامها ذات البُعد الإنساني والسياسي، والتي فكّكت فيها مآسي الحرب الأهلية في بلدها من خلال أعمال مثل: "شاشات الرمل" (1991)، و"متحضّرات" (2000)، و"طيارة من ورق" (2003).
ومن الأنشطة المجدولة ضمن التظاهرة "ورشة دقيقة ضوء" وهي مخصّصة لإنتاج أفلام مصوّرة عبر الهاتف الذكي، و"نافذة على السينما النمساوية".