تمثّل التجربة الإبداعية منطلق كلّ اشتغال تامّلي في الأدب أو الفنون البصرية، وإذ كان النقاد أو الباحثون هم من يتصدّى عادة إلى اقتناص الأوجه النظرية من التجارب الإبدعية، فإن المؤلفين أنفسهم باتوا يساهمون بانتظام في هذا الإطار.
من ذلك، كتاب "السرد والكتاب" الذي صدر مؤخراً عن "منشورات شهريار" في بغداد، وهو عملٌ يتأمّل فيه الكاتب العراقي محمد خضيّر (1942) عوالم الكتابة منطلقاً من تجربة تمتدً لحوالي خمسة عقود، حيث كان أوّل إصداراته مجموعة قصصية بعنوان "المملكة السوداء" عام 1972.
يشير تقديم الناشر إلى أن الكتاب يعدّ تجربةً مغايرة من حيث أنه "يطرح خلاصة تجربة خضير في السرد وقراءته من خلال مشغل سردي أقيم في مدينة البصرة، هذا المشغل الذي خرج منه جيل جديد أصبح كل واحد منهم كاتب له تجربة جديدة".
الكتاب هو "مجموعة من المقالات التي تقوم على حوار بين السرد والنظرية الأدبية بحيث "تغلّف إحداهما الأخرى، أو تنبثق إحداهما من الأخرى" بحسب عبارة المؤلف، فكلّ مقالة تتوفّر على حادثةٍ أو موضوعٍ سرديّ أو معلومةٍ شخصية، تتناسب والغاية النظرية أو الفكرية التي تؤلّف المحورَ الرئيس للمقالة.
من مؤلفات خضير الأخرى: "في درجة 45 مئوي" (1978)، و"رؤيا خريف" (1995)، و"تحنيط" (1998)، و"حدائق الوجوه" (2008)، وهي جميعاً مجموعات قصصية، وله في الرواية: "سيرة مدينة بصرياثا" (1996)، و"كراسة كانون" (2001).