انطلقت أوّل أمس السبت، السادس من آذار/ مارس الجاري، سلسلة محاضرات بعنوان "الفلسفة المتأخرة للودفيغ فيتغنشتاين" تلقيها الباحثة كونور جويس بتنظيم من "الجامعة الشعبية بتولوز"، وتتواصل حتى 17 نيسان/ أبريل المقبل.
يُقصد بمصطلح "الفلسفة المتأخرة" الفترة الثانية من مسيرة المفكر النمساوي (1889 - 1951)، والتي تفصلها عن المرحلة الأولى فترةٌ من التوّقف بدا فيها فيتغنشتاين وكأنّه قد قرّر أن يعتزل العمل الفكري وهو في قمة أمجاده، بعد نشر كتاب "مصنّف منطقي فلسفي" عام 1921. ويُعتبَر كتاب "تحقيقات فلسفية" العمل الأساسي ضمن "الفلسفة المتأخرة"، وقد صدر بعاد عامين من رحيل مؤلّفه.
قدّمت المحاضِرة الإطارَ العام لانشغالات فيتغنشتاين الفكرية، حيث أضاءت حقل الفلسفة التحليلية في العالم الأنغلوسكسوني، وهو مدخلٌ ضروري لفهم الفوارق بين فيتغنشتاين الأوّل والثاني. فقد كان في البداية أحد أعضاء "حلقة فيينا" ذات المرجعيات الفلسفية في فهم إشكالية اللغة، لينتقل لاحقاً إلى مرجعيات عِلمية ورياضية بعد عودته للكتابة الفكرية.
الثالثة عشر من آذار/ مارس الجاري سيكون موعد المحاضرة الثانية من السلسلة ، التي تحمل عنوان "الخاص واللغة"، وتضيء فيها كونور تبلور مفهوم اللغة في فكر فيتغنشتاين مقارنةً بأطروحات عالم اللسانيات السويسري فيرديناند دو سوسور.
أمّا المحاضرات اللاحقة، فتحمل عناوين: "كيف ننظر إلى صورة: الإدراك والتأويل"، و"المفاهيم باعتبارها تشابهات"، و"معنى الكلمة واستعمالاتها"، و"كيف تطبّق قاعدة في الرياضيات كما في علم النحو". وتحمل المحاضرة الأخيرة عنوان "اللغة باعتبارها شكلَ حياة".