"المهرجان المحلي للمسرح المحترف": بعد توقف عامين

في كانون الأول/ ديسمبر أقيمت الدورة الثانية عشرة من "المهرجان الثقافي المحلي للمسرح المحترف" في مدينة قالمة (530 كلم شرق العاصمة الجزائرية) بعد انتشار فيروس "كوفيد – 19" بعدّة أشهر، لذلك اتجه المنظّمون إلى برمجة فعالياتها حول "توظيف التقنية فنياً".

على غرار العديد من التظاهرات العربية، يبدو أن هذا التوجّه فرضته ظروف طارئة لكن لم تحدث استجابة كافية للتكيُّف معها، ما دفع إلى توقّف معظم المهرجانات المسرحية والموسيقية تحديداً نتيجة عدم تعويض غياب الجمهور الذي يعدّ عنصراً من عناصر عروضها.

انطلقت مساء اوّل أمس الأحد فعاليات الدورة الثالثة عشرة من المهرجان عقب توقّفه لعامين، والتي تتواصل حتى التاسع والعشرين من الشهر الجاري تحت شعار "المسرح والذاكرة الوطنية"، بمشاركة ست فرق مسرحية محترفة من مختلف ولايات الجزائر. 

وخلافاً للدورات السابقة، تعذّرت استضافة "المسرح الجهوي محمود تريكي" في المدينة للعروض نتيجة إغلاقه منذ ثلاث سنوات بغاية ترميمه؛ والذي يشكّل سبباً رئيسياً يضاف إلى تجميد الفعاليات الثقافية يضاف إلى تداعيات الجائحة.

تتوّزع فعاليات الدورة الحالية على فضاءات عدّة، ومنها قاعة المحاضرات في مقرّ الولاية، التي تحتضن حفل الافتتاح، بينما تقدّم العروض المسرحية على مدار ستة أيام في قاعة المحاضرات بـ "دار الشباب محمدي يوسف"، وتعقد الندوات والورش المصاحبة في "دار الثقافة عبد المجيد الشافعي".

أشار المنظّمون إلى أن المهرجان في هذا العام يستعيد تخليد الفرقة المسرحية لجبهة التحرير الوطني، التي لعبت دوراً كبيراً في التعريف بالقضية الجزائرية إبان حرب التحرير بين عاميْ 1958 و1962، إلى جانب عروضها المخصّصة للاجئين الجزائريين آنذاك.

وأعلنت "لجنة الانتقاء" المكوّنة من المسرحييِّن محمد الطيب دهيمي، ولخضر منصوري، وسعاد كيدري، عن اختيارها العروض الستّة المشارِكة من أصل خمسين عملاً مسرحياً قدّمت ترشيحها، وهي: "الفلوكة" من إنتاج "جمعية الصخرة" في سكيكدة، و"حلم غير مثقوب" لـ "جمعية الأقواس للمواهب الشابة" من المدية، و"الجمر" لـ"جمعية آفاق" من الأغواط، و"طابلو" لـ "التعاونية الفنية والثقافية لبرج الكيفان من الجزائر العاصمة، و"المهرج" لـ "جمعية المنارة الثقافية" من بومرداس، و"أس ذرفث" لـ "جمعية ماشاهو" من تيزي وزو.

وتتكوّن لجنة تحكيم المهرجان تمن كلّ عمر فطموش وشوقي بوزيد وكمال بوعكاز. كما سيتم تنظيم ورشتين، الأولى حول موضوع إعداد الممثل من تأطير حيدر بن حسين، والثانية في الإخراج المسرحي، من تأطير محمد بن خيضر.

يُذكر أن  العرض المسرحي الفائز بالمرتبة الأولى في التظاهرة، سيشارك في المنافسة في إطار مهرجان المسرح الوطني، أما العرضان المسرحيان الثاني والثالث فسيتم تقديمهما في المسرح الجواري.
 

موقف

التحديثات الحية

"البرنامج الوطني للنشر" في الجزائر: الوليمة والشهود