خلافاً للعديد من التظاهرات الثقافية التي تمّ إلغاؤها أو تأجيلها خلال العام الماضي في المغرب بسبب تفشّي فيروس "كوفيد – 19"، أقيم "المهرجان الوطني لفن العيطة" في مدينة آسفي (230 كلم جنوب الرباط) افتراضياً، وحافظ المنظّمون على جميع فعالياته، سواء العروض الموسيقية أو الندوات أو المسابقة الموازية.
وعلى غرار السنة الماضية، انطلقت فعاليات الدورة العشرين من المهرجان مساء الخميس الماضي، والتي تتواصل حتى مساء اليوم الأحد، بمشاركة فرق تمثّل التنوّع الجغرافي والفني مثل المرساوي، والحصباوي، والحوزي، والجبلي، والزعري، وبتنظيم وزارة الثقافة المغربية.
تضمّن البرنامج مشاركة خمس وعشرين فرقة من جميع أنحاء البلاد، التي تقدّم عروضها تحت شعار "فن العيطة.. كنز تراثي حي"، وانطلق الافتتاح بعرض جمع عدداً من أبرز شيوخ العيطة الحصباوية في آسفي تحت عنوان "اَلْعَمَالَة" بمشاركة كلّ من حفيظة الحسناوية وعائشة الجرارية وجمال الدين الزرهوني وعابدين الزرهوني وأمين الورديني ورشيد عابدبن.
وكرّم المنظّمون الشيخ مُحَماد الرَحْماني الملقب بـ"الطالب الأحمر"، والشيخة حسناء حبيبو من خلال مساهمتهما في توثيق فن العيطة، الذي تعود بداياته إلى النداءات التي كانت تجمع أهل القرى والجبال، في حوار شعري مبني على الارتجال والغناء الجماعي الذي يشترك فيه الرجال والنساء في حلقات رقص، يبثّون من خلالها همومهم وحياتهم اليومية ضمن تعبيرات متنوّعة أساسها التحرّر بالجسد والكلمة واللحن.
وشارك في اليوم الأول عدد من الفرق، منها "مجموعة جمال الدين الزرهوني"، و"مجموعة خديجة مركوم"، و"مجموعة أولاد بنعكيدة"، و"مجموعة السي محمد ولد الصوبة"، و"مجموعة سهام المسفيوية"، و"مجموعة حسن مول العود"، بينما قدّمت مجموعات خديجة الملالية وحمادة بوشان وولد سبعمية وسعيد الخريبكي ومحسن المنصوري ويوسف زوبيد والعربي لشهب عروض اليوم الثاني.
أما اليوم الثالث، فشاركت فيه "مجموعة قويسم"، و"مجموعة عبد الرحيم الجبلي الدكالي"، و"مجموعة أولاد الخبشة"، و"مجموعة أنوار الزرهوني"، و"مجموعة رشيد النويتي"، و"مجموعة أحمد ولد زوبيد". وتُختتم اليوم العروض بمشاركة "مجموعة مجمع الحباب"، و"مجموعة جمال ولد الحصبة"، و"مجموعة بوشعيب الدكالي"، و"مجموعة جيل العيطة"، و"مجموعة إبراهيم لهوير"، و"مجموعة فؤاد السفياني".
كما نظّمت مجموعة من الحوارات حول جمع قصائد العيطة وتوثيقها بطريقة علمية تراعي الوحدة النصية واللحنية منذ ستينيات القرن الماضي، بعد أن ظلّت لسنوات طويلة حبيسة الذاكرة النسائية، تحدّث خلالها الباحثون حسن الزرهوني ومصطفى حمزة ورشيد بلهاشمي وأمين الدرعي.