تحضر الصورة بقوّة في فعاليات بيروت الثقافية هذا العام، ربّما لأنّ هناك الكثير من الأحداث تحتاج توثيقاً في البلد، من تغطيات سياسية وأزمات معاشية لا بدّ من مواكبتها بصرياً، وهذا ما لمسناه خلال العامين الماضيين، مع تَصدُّر صور باتت أشبه بالأيقونات.
انطلاقاً من يوم غد الاثنين وحتّى الأحد المُقبل، تُقام فعاليات الدورة الثانية من تظاهرة "بيروت فوتو" التي ينظّمها كلٌّ من: "مركز بيروت للتصوير"، و"مركز مينا للصورة"، و"المعهد الفرنسي في لبنان"، بهدف مناقشة المشاكل التي تواجه المصوّرين الشباب، المحترفين منهم والهواة.
ويسعى المنظّمون إلى توفير مناخ ملائم لتعزيز ثقافة الصورة والأنشطة المتعلّقة بها، إذ تعاني في جوانب عديدة من شحّ في الموارد التي تُساعد المُصوّرين على إنتاج مادّتهم بشكل فنّي، سواء من حيث الجودة أو راهنيّة المواضيع.
إلى جانب ما سبق، تُقام ضمن التظاهرة مجموعة من المعارض والورشات واللقاءات الموزّعة بين فضاءات مختلفة في العاصمة. وإن كانت الفعالية ترمي إلى خلق تواصل مع الجمهور في غايتها الأُولى، وليس فقط مدّ جسور الخبرة والتشارك بين المصوّرين أنفسهم، ولكنّ هذا التحدّي يتعلّق بالمواضيع ومدى مقاربتها لمشاكل وتطلّعات الناس، إذ مهما كان التنظيم دقيقاً فإنّ طريقة المعالجة والتقديم وحدها ما تؤيّد الفكرة أو الشعار.
يشارك في التظاهرة ثلاون فنّاناً لبنانياً، وتُقام أنشطة اليومَين الأخيرين منها (السبت والأحد) في "سوق الطيّب" حيثُ يعرض كلٌّ منهم مجموعته الخاصة من الصور، إلى جانب معروضات أُخرى مثل الكُتب والملصقات.