يكاد ينغلق البحث في الأدب، عربياً، على أدوات تحليل النص الأدبي، وهو ما ينزع عنه صفة كونه عنصراً ثقافياً كغيره من العناصر (الصحافة، الموضة، التكنولوجيا...). في السنوات الأخيرة، بدأ يظهر توسّع في مقاربات الأدب، من تجلّياته تركيز عدد من الدراسات التي صدرت مؤخراً ضمن مجلة "تبيّن" التي أطلقها "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات" في 2012، وتُعنى بالدراسات الفلسفية والنظريات النقدية.
تضمّن العدد الجديد، وهو الأربعون، الدراسات التالية: "الرد بالكتابة في الرواية الفلسطينية النسوية" لحنان العيسي، و"من تحليل الخطاب الروائي (البويطيقي) إلى تحليل النص المترابط (السيبرنطيقي) في المشروع النقدي لسعيد يقطين" لسعيد أوعبو، و"تمثيل الهوية الهجينة في رواية ساق البامبو لسعود السنعوسي" لمحمد بوعزة.
وتضمّن أيضاً: "نقد منهج التأريخ الكولونيالي للفكر العلمي في الصين: مفارقة جوزيف نيدهام" لخالد قطب، و"مفهوم السياسات الحيوية بين ميشيل فوكو وجورجيو أغامبين" لعامر شطارة ودعاء نصار، و"الإجماع ومآزق تجديده عند حسن حنفي" لعبد العزيز محمد الجابر، و"الأسئلة والتحولات من عصر العقل إلى ما بعد الحداثة" لمحمد عبد الله المحجري.
كما تضمّن العدد ترجمة أنس إبراهيم مقالة لـ مارسيلو سفيرسكي بعنوان "الصراع الفلسطيني - الصهيوني وإنتاج الأرض الفارغة". وفي باب "مراجعات الكتب"، أعدّ كمال طيرشي مراجعة لكتاب "تاريخ موجز للعلمانية" لـ غرايم سميث.
يذكر أن المجلة بات من الممكن تحميل أعدادها مجاناً، وقد فسّر "المركز العربي" ذلك ليس فقط بسياق كورونا أو صعوبات التوزيع في العالم العربي، بل "تقديراً وعرفاناً منا بالجهود الكبيرة التي قام ويقوم بها الباحثون المساهمون معنا بدراساتهم وأبحاثهم في دورية تبيُّن، منذ صدور عددها الأول في خريف 2012 إلى يومنا هذا، وخدمةً للبحث العلمي والمعرفة الهادفة إلى تحقيق أعلى المعايير في الدراسات والأبحاث الجادة والرصينة في مجال الفلسفة والفكر النقدي وفق منهج قادر على تحليل المفاهيم والافتراضات، والتفكيك والتجاوز والتركيب، وصياغة المفاهيم والنظريات والحجج من أجل التوصل إلى استنتاجات واضحة المعنى ومدعمة بالدليل حول موضوعات النقاش".