في ظلّ إقامة عشرات المهرجانات المسرحية في مدن تونسية عدّة، تُطرح تساؤلات حول قلّة الدعم التي تفرض محدودية المسرحيات المشاركة في كلّ تظاهرة، والتشابه في ما بينها من دون تمييز اختلافات واضحة في رؤية وأهداف هذه المهرجانات.
كما لا يكاد يخلو مهرجان موسيقي أو غنائي من تقديم العروض المسرحية التي تهدف إلى التسلية والترفيه غالباً، وترافق ذلك مع جدل حول منع بعض الأعمال بسبب مضامينها السياسية الناقدة، أو بسبب انحدار مستوى البعض الآخر عبر تناول قضايا حسّاسة بنوع من التسطيح وانتهاك حقوق فئات اجتماعية عديدة.
تركّز الدورة التأسيسية من الموسم المسرحي "تياترو المدينة" التي تنطلق عند الحادية عشرة من صباح الخميس المقبل في مدينة ياسمين الحمامات (60 كلم جنوب شرق تونس العاصمة) على استضافة ورشات في مختلف مجالات الفن الرابع، بهدف تدريب مسرحيين محترفين في المنطقة.
التظاهرة التي تتواصل لثلاثة أيام، تأتي امتداداً لتظاهرة "شهر التكوين المسرحي" التي أقيمت في المدينة في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، وتضمّنت برنامجاً تدريبياً مكثفاً جاء بعد إغلاق معظم الفضاءات المسرحية في البلاد بسبب الإجراءات المقيّدة التي فرضتها جائحة كورونا.
ويشير المنظّمون إلى أن تلك الظروف أملت التوجه نحو تأهيل الشباب المهتمين بالمسرح في خطوة أولى نحو تطوير التظاهرة لتصبح مهرجاناً دولياً يشارك فيه الفنانون الذين تخرجوا من هذه الورشات إلى جانب نظرائهم من بلدان أخرى في السنوات المقبلة.
ينطلق المهرجان بورشة لصنع العرائس بفضاء "قرطاج لاند" تؤطرها المسرحية ريان بنسالم تليها ورشة "المهرج الدراماتيكي" يؤطرها المسرحي أيوب عوينتي، ثم ورشة "الارتجال واللعب الدرامي وتقنيات الأداء" من تأطير الممثلة إنصاف خليفة، وتقام كلاهما في "قاعة حنبعل".
ينظّم الافتتاح الرسمي مساء الخميس بحفل أمام "مقهى أم كلثوم" يشتمل على تكريم المسرحيين: انتصار عيساوي، وفاء طبوبي، نزار السعيدي وطاهر عيسى بالعربي، ويعقبه عرض مسرحية "سكون" لنعمان حمدة.
وفي اليوم الثاني، تتواصل الورشات في التخصصات نفسها التي نظّمت أمس، وتعرض بعدها مسرحية "راشمون" عن نصّ الكاتب الياباني ريونوسكيه أكوتاجاوا وإخراج لطفي العكرمي، ثم تكريم المخرجين حافظ خليفة ومحمد علي السعيدي. أما اليوم الأخير، فتختتم فيه الورشات، وتقدّم بعدها مسرحية "الغريبة" للمخرج معز القديري من إنتاج "مركز الفنون الدرامية والركحية" في مدينة صفاقس.