أعلنت "متاحف قطر" منذ أيام عند افتتاحها ثلاثة معارض في الخريف؛ أولها حول بغداد منذ تأسيسها إلى اليوم في "متحف الفن الإسلامي"، والثاني حول التفاعلات الثقافية من جنوب شرق آسيا وصولاً إلى أوروبا من فترة ما قبل الإسلام إلى القرن الحادي والعشرين في "الرواق".
"حياة الترحال من منظور جديد" عنوان المعرض الثالث الذي يُفتتح الخميس، السابع والعشرين من الشهر الجاري، في "متحف قطر الوطني" بالدوحة ويتواصل حتى الرابع عشر من كانون الثاني/ يناير المقبل، ويستكشف حياة الرعاة في ثلاث مناطق هي الصحراء الوسطى في أفريقيا وقطر ومنغوليا.
يضيء المعرض كيف أنشأت المجموعات السكانية في هذه المناطق حياة اجتماعية غنية وذات مغزى وحافظت عليها وشكلت أنماطاً ثقافية في بيئات مليئة بالتحديات، من خلال مجموعة من القطع والصور التاريخية واللقطات الأرشيفية من مجموعات "متاحف قطر"، إلى جانب القطع المعارة من متاحف "منغوليا الوطني" ودو كيه برانلي" في باريس، و"متحف العالم" في فيينا.
يشير بيان المنظّمين إلى أن صورة الرعاة الرحّل في المناطق الثلاث تعرّضت إلى تشويه كبير، سواء داخل مناطقهم أو من خلال النظرة التي تشكلت في الغرب تجاههم، حيث يخشاهم الآخرون في بعض الأحيان لاستقلاليتهم وقوتهم، ويزدرونهم في الوقت ذاته لقسوة ظروفهم المعيشية، وينظرون إليهم في أحيان أخرى كمحاربين أشداء، أو كأشخاص قريبين جداً من الطبيعة ونقائها.
ويبيّن أن هذه الصورة كرّستها وسائل الإعلام والإعلانات والفن والسينما والأدب، وساهمت بعض الأعمال الأكاديمية أيضاً في دعم هذه الانطباعات، لذلك يطرح المعرض تساؤلات حول إمكانية تجاوز هذه الأفكار.
يتناول المعرض البيوت المتنقلة التي تشترك في ميزات خاصة في مناطق مختلفة من العالم، حيث صممت لتكون سهلة الطي والتركيب بالنسبة للرعاة، الذين ينتقلون مع قطعانهم بحثاً عن المراعي الجديدة بسبب تغيّر الفصول، أو لأسباب اجتماعية.
ويستعرض كيف يجتمع الناس في الصحراء مساءً في جلسات السمر، ويتبادلون الزيارات، ويشاركون في الاحتفالات والمناسبات الدينية، وتتعاون النساء نهاراً في أعمال الحياكة والمهمات اليومية الأخرى، وكيف تساهم هذه الممارسات جميعها في تعزيز الروابط الاجتماعية بينهم، وتجعلهم يتشاركون في أوقات الفرح وأوقات الشدة.
في أقسام أخرى، يتمّ تقديم مواضيع أخرى تتعلّق بالبيئة والتضاريس الصعبة في حياة الرعاة، والتداخل بين حياة الإنسان وحياة الحيوان، وكذلك تصميم الملابس والأزياء، والتمائم والعرافة، والعمل، والاحتفالات والتراث، والمستقبل.
وتُعقد في يوم الافتتاج جلسة نقاشية يشارك فيها كلّ من الأنثروبولوجيات الفلسطينية الأميركية ليلى أبو لغد، والبريطانية إليزابيث تورك، وآنجا فيشر، وتاليا الماجد أمين مساعد في "متحف قطر الوطني" ومسؤولة عن تطوير المحتوى في صالات العرض الدائم في ما يتعلق بموضوع الإثنوغرافيا والتاريخ الاجتماعي.