لا تكفّ الاحتفاءات في تونس بالشاعر أبو القاسم الشابي (1909 - 1934)، فهم منذ عقود طويلة الوجه الثقافي الأكثر استثماراً على المستوى الرسمي، وإن كان معظم هذا الاحتفاء يقف عند القشرة الخطابية فلا نجد جهداً بحثياً حوله ولا تواصلاً لملامح من تجربته في الكتابات الأدبية.
كذلك، لا نجد فضاء يوثّق لحياته بحسب النماذج المتحفية الحديثة، وهو ما دعا وزارة الثقافة مؤخراً إلى إطلاق ما تسمّيه بـ"مشروع نموذجي خاص بإنشاء دار الشابي".
ضمن هذا المشروع التقت وزيرة الثقافة حياة قطاط القرمازي منذ أيام بأحفاد الشاعر التونسي، وبحسب بلاغ الوزارة تناولت الجلسة محاور منها الإعداد لإعادة بناء منزل أبي القاسم الشابي في المكان نفسه الذي عاش فيه في مدينة توزر.
ويظهر بنفس البلاغ البعد السياحي الغالب على هذه الخطوة حيث ورد بأن الوزيرة أكّدت على "الدور الهام لهذا المشروع في تنشيط السياحة الثقافية بالجهة وتعزيز مكوّناتها، وذلك اعتماداً على الجانب التراثي لتأثيث هذا البيت إضافة إلى استخدام وسائل عصرية في الرّقمنة والتوظيف التكنولوجي".
كما يذكر البلاغ أنه سيجري العمل على مشاريع أخرى تتعلّق بصاحب ديوان "أغاني الحياة" مثل إعداد مخطوطاته ورسائله ومسودّاته للعرض، وعدد منها ما يزال على ملك أحفاده.