"رؤى حية": تونس في مرايا انتقالية

16 يوليو 2021
غرافيتي لـ إل سيد في تونس
+ الخط -

باعتماد أدوات تحليل الخطاب، تشتغل الباحثة التونسية زينب التوجاني منذ سنوات على تفكيك الكثير من الظواهر التي تخترق الحياة العامة، سواء في مؤلفاتها أو بحوثها الأكاديمية، أو عبر المقالات التي تنشرها في الصحافة.

عدد من هذه المقالات، قرابة الخمسين، نجدها مجمّعة في كتاب "رؤى حية في الإسلام والقيم في مجتمع ما بعد الثورة"، الصادر مؤخراً عن منشورات "دار آفاق- برسبكريف". نُشرت هذه المقالات في عدة منابر بين عامي 2017 و2021.

عبر شبكة مفاهيم باتت دارجة في الفضاء العام ما بعد الثورة، المساواة والعدالة والمواطنة والحرية والكرامة الإنسانية واحترام الحريات الفردية وحق الاختلاف، تقدّم المقالات ما يشبه التأريخ للفترة الانتقالية التي تعيشها تونس منذ 2011.

كما ترصد التوجاني مظاهر سلبية خارج دائرة الفضاء السياسي، مثل تسليطها الضوء على الثقافة الذكورية والعنف الرمزي الذي يمارَس تحت سقفها في تونس، حيث ترصد مثلاً الفوارق بين حقوق المرأة على مستوى النصوص التشريعية ووواقعها على مستوى الممارسة.

رؤى حية

بشكل عام، تقدّم الباحثة التونسية في مقالاتها أدوات نظرية لتجاوز عدد من الإشكاليات والأزمات التي تعيشها تونس؛ مثل تداخل الديني بالسلطة العمومية، وعدم تفعيل القانون، وتغليب المصالح السياسية على الصالح العام، وتنقد في ذلك غياب الضغط المدني ضد سوء تصرّف المشرفين على مؤسسات الدولة، وكذلك تنتقد نزعة التعالي على الدولة، وغياب الإرادة السياسية في جعل المواطنة واقعاً ملموساً.

المساهمون