تحتضن "دار الأوبرا المصرية" عدداً من المعالم الفنية بين مسارح وقاعات عرض تشكيلي ومكتبات، ومن بين هذه الفضاءات يشكّل "متحف الفن المصري الحديث" توافقاً انسيابياً مع ما حوله، ويضيف لوناً جديداً إليها؛ حيثُ يجمع تحت سقفه تيارات تشكيليّة متنوّعة، من التكعيبية إلى السريالية والواقعية، لعدد كبير من الفنّانين يمثّلون أجيال المشهد التشكيلي المصري من الماضي إلى اليوم.
تعود فكرة المتحف، أو نواته الأولى، إلى عام 1925، بمبادرة اشتغل على تنفيذها محمد خليل رئيس "جمعية محبّي الفنون الجميلة" حينها. وقد حظي خلال القرن العشرين بعدّة افتتاحات إن صحّ التعبير، سواء بقصد التوسعة، أو الانتقال من مكان إلى آخر كما حدث عامَي 1936 و1966، أو حتى بعد أنشطة صيانة وترميم توالت عليه بسبب الإهمال وأعمال السرقة التي طاولته، إلى أن استقرّ به الأمر عام 1983 في "سراي 3" بـ"دار الأوبرا"، في حين أنّ آخر تجديد له أو إعادة افتتاح كانت عام 2020.
أمس أعلنت "وزارة الثقافة المصرية" عن إضافة قاعة جديدة إلى المتحف تحمل اسم الفنان التشكيلي رمسيس يونان (1913 - 1966). ويُمكن فهم الخطوة كتوسعة جديدة تنضاف إلى سلسلة من التوسعات التي طاولت هذا المعلم البارز. وتتضمّن هذه القاعة 24 عملاً من أعمال يونان، تنقسم إلى 8 لوحات زيتية و16 إسكيتشاً أُنجزت في ستينيات القرن الماضي.
ورغمَ أنّ هذه الأعمال قُدّمت بمبادرة شخصية من ابنتَي الفنّان الراحل، إلّا أنّ عرضها قد تعذّر بسبب أنشطة التطوير والصيانة المختلفة التي يشهدها المتحف، إلى أن عادت لترى النور أخيراً في مكان يحملُ اسم صاحبها.
الجدير بالذكر أنّ يونان، وبالإضافة إلى كونه من روّاد السريالية في الحركة التشكيلية المصرية في القرن العشرين، أسهم بترجمة عدد من الكتابات الأدبية لـ رامبو ولألبير كامو، فضلاً عن نشاطه السياسي والفكري المتمرّد.