في عام 877 للميلاد، أمر أبو العباس أحمد بن طولون (835 - 884 م) ببناء مسجد في مدينة القطائع التي أسّسها ليتّخذها عاصمةً لمصر. وأصبح المسجدُ فوق ربوة صخرية في المكان الذي يُعرف حالياً باسم "ميدان أحمد بن طولون" بـ"حيّ السيّدة زينب" في القاهرة، ثالث مسجدٍ يُشيَّد في مصر، بعد "جامع عمرو بن العاص" في الفسطاط و"جامع العسكر" في العسكر، وهو اليوم أقدمُ مسجدٍ تاريخي لا يزال محتفظاً بكامل معالمه.
"طولون بأعيننا" عنوانُ معرضٍ تشكيلي تحتضنه "القاعة المستديرة" في "نقابة التشكيليّين" بالقاهرة منذ السابع والعشرين من حزيران/ يونيو الماضي. ويُمثّل "مسجد ابن طولون" الأثري، الذي بُني وفق طراز المساجد العبّاسية في العراق وخصوصاً مسجد سامرّاء الذي استلهم منه المنارة الملوية، موضوعاً للأعمال التي يتضمّنها؛ وهي قرابة أربعة وثمانين لوحةً تشكيلية أنجزها أربعةٌ وثمانون طالباً من "كلّية الفنون الجميلة" في "جامعة حلوان".
ومن المشاركين في المعرض: أمل عادل، وأوليفيا إسحق، وحبيبة عبد السلام، داليا أحمد حسن، وكارول نبيل، وجنّة خالد، وفاطمة الزهراء أحمد، وعلي سمير، ومحمد أشرف، ومحمد طارق.
أنجز الطلبةُ لوحات المعرض، الذي يستمرّ حتى يوم غدٍ الخميس، مِن داخل المسجد التاريخي، ضمن مشروعٍ أكاديمي؛ حيثُ انقسم المشاركون إلى فريقَين؛ اشتغل الأوّل على رسم المناظر من داخل المبنى بخامات تتنوّع بين الغواش والأحبار والألوان المائية والكلور، أمّا الثاني فاشتغل على رسم خلفياته البانورامية.